موت الكورس

في غابة الرؤيا نرى عناصر تتخلق: مشمولة برعب الواقع، مجبولة بالرغبة و شهوة .الاقتحام. إنها تزدرد المرارات و تثق في يأس يثمر أملا

الأفق وحده الذي يغرينا ويغوينا

و يهدينا الحلم، نحن المخبولون بالكتابة، في غموض الملابسات اللانهائية التي تسمى الحياة. قادر أن يمنحنا لذة الاكتشاف و رجفة العناصر عند الاتصال. عوالم تنأى بعيدا عن القداسات والخرائب. تلك هي ابتكارات الحلم الذي به ننجو من التلوث والتفسخ

.ونشهق في بهاء الكون أن يكون

إذن سنهب للأشباح خطيئة الحضور. كل الأشباح المحبوسة في أحلامنا سنطلقها في هذا الصراخ المهيمن. سوف نسيئ إلى نوم الأخرين. وننتهك أسرتهم التي لا تحلم من يحمل عبء الواقع يتضمخ برذاذ الحلم. إنه السلاح الأشد سطوعا. الأكثر توهجا في النص الجديد .. به يبتكر الكاتب ما لا يمكن توقعه. و لا يمتثل لمنظومات الفكر و الكتابة السائدة. نحن نحاول، مع آخرين هنا و هناك، أن نفتح نافذة لنطل من خلالها على الأفق الشاسع.. أفق الكتابة. ويقينا ثمة نوافذ كثيرة مغلقة، ترجو نفتحها. لنطل- أو نعبر- من خلالها نحو مجال يتيح لنا أن نرى بشكل أفضل، .وأكثر إنسانية أو كونية.

أسر اللذة . حلم يسطع

ضد النص الأول
هذا هو الهاجس المتأجج في التجربة الطالعة. ليس النص الأول نموذجا، ولا سطوة له على المخيلة. إن لم تستطع هذه المخيلة أن تبدع نصوصها الجديدة بشروط إبداعية جديدة، فمن الأجدى أن تنتحر، إذ لا رغبة لدينا في إعادة إنتاج النص الأول، أو التنويع على شكلانيته وجاهزيته

.الهتك . المغلولون يهتفون للعبودية

يعلو صوت الجوقة في مدح النص الأول. علينا أن نكسر هذا الصوت ونعلن أن كل كتابة خاضعة لشهوة النار. للكاتب حقه في صياغة الحاضر، مثلما كان للأسلاف حقهم في صياغة الماضي
هكذا ننجز شيئا ليس وثنا، مرشحا للتحول والتجدد.. وحش الهدم. لا نحاكي أحدا، لكننا في العراء عرضة لرياح التجارب الإبداعات، نتأثر بها، نتفاعل معها. نستمد مصادرنا من الواقع. لكننا لا نعكسه ولا نحاكيه. ما نراه لا يمثل حقيقة الواقع، بل صورة مصغرة. ناقصة، وغالبا ما تكون زائفة ومشوهة. خلف ما نراه يكمن النصف الأخر، المكمل الذي هو ربما أوسع وأشمل. إننا نحاول الوصول إلى هذا المستتر. الخفي. كأدوات الحلم والمخيلة

.وراء نصل العتبات : سهل يضحك

لا نبحث في السطح. بل نحاول اقتحام الباطن. لا نكتفي بالمعطيات والنتائج، إنما نغزو الموقع الذي منه تتشكل العلاقات والحالات. فالذي يرصد الظواهر يتعين عليه أن يتقن الإمساك بالعناصر و الأبعاد، مسلحا - لا بالحدقة وحدها ولكن - بالغريزة والحدس والرؤيا وبعض مهارات الحاوي أو الساحر. أي أن يكون مزيجا من
: الشاعر والروائي والفيلسوف والكيميائي و الساحر، عندئذ

التفاحة تصير منجما، والخوذات للزينة

الإبداع مساءلة دائمة للواقع، شك دائم في الأجوبة التي لم تعد تشبع فينا سوى الرغبة في الاحتماء و التحصن خلف أسئلة جديدة. طرقات تترقب القدم الجسورة التي تبدأ الخطوة..هي أشد وعوره ولكنها ترشد إلى الجهة السليمة التي لا يفتحها سوى سؤال .آخر

لذا يستهوينا استجواب الواقع
لذا يستهوينا إغواء المستتر

للوعي إيقاع يتشكل داخل النص لحظة الكتابة. إيقاع جامح لا يتآلف معه غير من يغامر. ذلك الذي يجيد مخاطبة الطفل الكامن في اللغة، ويقدر أن يمتزج بمنطق .الأشياء وغواية الموضوعية
في المخيلة تكمن البراعة.في الشارع يعلو ضجيج الكلام. الواقع يقترح البشاعة ويريد إغواءنا لقبول ما ينجب. إن كان ثمة مجد. ففي صهر العالم وتحويله إلى ملعب أو .منتزه
.لهذا نلجأ إلى اللغة المأخوذة بترف الهذيان
لا تقول لنا اللغة. نقول لها الأشياء، نعلمها المعنى. ربما رأينا القمر قفصا والوردة جنازا والنجوم قطيعا من الضفادع. الإيقاع الغريب المغيب في حرف ما سرادق من العزف والمصادفات. النص يكتب اللغة. نهذي قليلا ليبدأ نظام من الفوضى يخترق حاجز المعنى والمعجم والمستنقعات. ربما رأينا في الكلمات ذكورة في الحرف .أنوثة تتيح للنص خطيئة اللغة من عادة الوأد

..لهم يقين البهائم
.ونطأ يابسة مشحونة بأصداف الغرابة

الكتابة نقيض الكلام. الكلام لسان الواقع. الكتابة هذيان الحلم و تجليه في آن. نواجه المعقول بالغرابة. بهذه الطريقة نفضح لا معقولية الشارع التي كانت تستر نفسها بالمنطق والوعظ والخطب. أننا نعرف جيدا أن الكتابة رعشة الجسد، بينما الكلام سيظل أبدا علفا للأذن. تراكمات بلاغية تؤله الشارع. نحرق هذه الأكوام و نمجد الغابة. الكتابة - إذن - تدمير لعناصر الواقع بعناصر الحلم. شحذ للأنصال لمحو .المسلمات. حينذاك، يهيئ العالم نفسه للتشكل وفق الصيغة الجديدة

موجة هائلة تكنس غبار المدينة. والمنارات تشهد .

ينبغي توضيح ذلك .لسنا جنودا
نعرف أن كل كتابة موقف، لكننا لا نزعم أننا قادرون أو مؤهلون لأن نغير الكون. مهمتنا أن نشير إلى الخلل، أن نفضح، أن ندلي بشهادتنا ونمضي صامتين.. ربما أكثر حزنا من قبل. نرنو إلى الرابض في الخندق، نشاطره الحلم والرغبة، وأحيانا نتبادل الاكتشافات. الكتابة - بالنسبة لنا- متعة ذاتية. نأتي لنكتشف ما يذهلنا. ليست لدينامواعظ .اكتساب مهارات .نكتب لنتعلم لا لنعلم

التجريب بذرة الإبداع
نقدر الآن أن نستحضر كافة منجزات الإبداع البشري وصهرها في موقدنا، وانضاجها بلهبنا. نزعم ذلك بكل وقاحة. نزعم أيضا أننا نقدر الآن أن نكتب تجربتنا بشروطنا وعناصرنا الذاتية. لا نشعر بالرهبة في مواجهة تجارب الآخرين. هنا يعني أننا نملك حرية في الكتابة لا يملكها أولئك الذين يدعون فهم كل شيء..حتى الجغرافيا. مهمتنا أيضا أن نرعب الآخرين، بخاصة، أولئك الذين ينظرون في اتجاه وأحد ويكتبون بطريقة واحدة.
هذا الرجل يريد أن ينام، الرجل الذي يفهم العالم والفضاء وكافة أنواع الخضراوات يريد أن ينام. ونحن نطرق بابه، نقلق منامه. نزعج أشياءه. يخرج ليرى لا يرى. نكون قد اختبأنا. يعود للنوم. نعود للطرق يخرج. لا يفهم.

بيت ساكن. ليل هادئ. وخلف الحظيرة انفجارات صاخبة :

خلق يبدأ
في الهدم اكتشاف. من يعرف مكامن الذهب غير الذي يحفر الأرض؟ الذي لا يجرب يتقلد. أن تقلد يعني أن تصدر عن سواك. عن الآخر، وتكتب صورة شكل منجز، صار .معروفا لا مجال لجمال المفاجأة فيه ولا لغرابة الدهشة
أيضا. لابد للمقلد. لكي يفرض حضوره. أن يقمع وأن يصادر حرية الآخر الذي لا يقلد. إرهاب فكري نحاربه بالإفراط في التجريب. بدورنا نحارب النظام بالفوضى، المنطق بالغموض، البناء بالتخريب. الأشكال والمضامين القديمة بالأشكال والمضامين الجديدة

نحن والعالم حول مائدة الحوار : استنطاق .

نقف خارج دائرة التيارات والمدارس. لا نتبع راية. نجرب. نلملم شظايا الذاكرة التي اختزنت الإبداعات الإنسانية. ونجرب. لا سطوة لأحد أو شيء في لحظة الكتابة. الكتابة سفر. انتقال من المعلوم إلى المجهول. من الألفة إلى الغرابة. من الواضح إلى الغامض. نخترق الغامض لنكتشف اللغز، وكل لغز يجر لغزا. من يستطيع أن يؤكد لنا أن الوصول إلى اللب يستدعي شكلا معينا و محددا ؟

السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى