خلاعة في حضرة الشمس
1
ثمة معارك لا تغريني،
تلك التي لا يتميز فيها الخصوم بالجمال.
أحب أن يكون العدو جميلاً.. مثلي.
2
شخصٌ يجلس، يخلع أقنعته أمامي،
قناعاً وراء الآخر، في سهرة كاملة،
وعندما نهض ذاهباً،
كان الصباح واضحاً، والشمس أيضاً،
واليقين أنني لم أعرف الشخص أبداً.
3
لديه من الأسباب ما يكفي لأن يسميك عدواً،
لكن متى يحين الوقت ليكتشف أن أسبابه
تقصر عن إحراز الانتصارات في معركة غير متكافئة،
حيث لا يكون بوسع الفيل مداعبة الفراشات بلا خسارة.
4
فتحت حقيبتها لتخرج منديلاً يحصي مطر عينيها،
فإذا بسرب من النوارس تنثال من الحقيبة،
رفّ البياضٌ الشامل مثل غيمة،
وأخذت النوارس تنقر سنابل الذهب
طالعة في لؤلؤ نادر يهطل من القميص.
لقد كانت الدموع رسائل مكبوتة.
النوارس فقط تحسن قراءة النص في بياضه.
5
رأيت الغابة توزع عطاياها على البشر،
والبشر يظنونها الهبات والطريق الوحيدة للخلاص،
فلا يطالون غير الجثث،
جثث تسبق الظن و تليه.
6
حمل جثة تنتفض ساخنة لطفل معطوب الرأس بقذيفة طازجة عبرت تواً،
والتفت لأحداق العالم : هذا طفل أجبر على النوم الفادح قبل أحلامه،
من منكم سينام بعد الآن ؟!
7
أكتبُ لإيقاظ الحجر، وامتحان الآبار القديمة، واختزال الزمن،
محاولاً وضع خمسين عاماً من الحلم في خمس كلمات من العذاب.
8
تلك القناديل المشحونة بكهرباء الروح،
لماذا تنطفئ واحداً بعد الآخر،
فيما العتمة توشح مواقع أقدامي ؟
9
سربٌ من العانسات يندبنَ العمر المهدور.
لا عاصفة الحب تمهل، و لا الناس تنسى،
والرجال يهملون نساء بالغنَ في العناق
حتى فسد قناع الطحين.
10
ثلجٌ ينهرُ ثلجاً آخر :
(كف عن التعري،
كفاك خلاعة في حضرة الشمس.).*
|