كثيف الوجل
1
لماذا ينبغي دائماً أن نموت قليلاً
لكي ننتمي للهواء
لماذا يؤجلنا يومنا للقصيّ من الذكريات
لكي ينتهي ليلنا في المساء
لماذا إذن جاءت الروح
في جسد فاسد، والدواء
تفاصيل لا يدرك القلب كنهاً لها.
2
كابرتُ كي تنهض الكلمات بأعبائها
نالني بالتآويل سحرٌ و تعويذة
وانثنى في دمي مستحيل السماء
3
لماذا تسمون أخبارنا نزهة في الخديعة
و الموت في المنحنى
كلما بالغ الماء في وهمه مسّنا
بارق مثلما يخلع النوم أحلامه
كان في وسعنا
أن نموت على مضضٍ
عندما جُـنّت الأرضُ
و استنفرت عشقنا
كان في وسعنا أن نضلل سهو الأدلاء
كي يتبعوا خطونا
كان.
لكننا
مثلما يصعد النص برج التفاسير
ضاعت بنا وانتهينا
ومتنا قليلاً
ومرت بأخبارنا عربات الرواة
كأن تفاصيلنا خلفنا
شاهد النفي في نصنا.
4
أيها المستهام بما يجعل اللون في حمرة الخد
راياتنا في الخجل
أيها هذا الأمل
هل أنت يأسٌ لنا أم علينا
وهل ننتخيك لكي تفتك الروح
بالجسد المستثار
ليلنا في النهار
وتاريخنا عابر في بريد الأجل
5
يا كثيف الوجل
ينبغي دائماً أن تموت قليلاً
وتتركنا ننتهي في ملل. *
|