|
تضليل الدلالة
1
ينبغي عدم تصديق الواقع، إنه أكثر الكذابين صدقاً، يمسك المشهد من
أذنيه في خبثٍ فادح.
هذا واقع يزعم أنه الحقيقة، ويريد لنا أن نصدق ذلك،
ونؤمن به ونبجّله أيضاً.
2
قال لي :
حصتنا في النص تقتصر على تصويب أخطاء الطبيعة،
واعتبار شطح اللغة قناديل لتضليل الدلالات.
3
يقف الشاعر طويلاً على حافة القصيدة، فيما يكتبها. لكنه ما إن ينتهي
حتى تكون الهاوية في انتظاره. قراء كثيرون مرشحون لالتقاط الشاعر قبل
الهاوية، وهم يقدرون على ذلك وجديرون، خصوصاً حين يأخذون بكاءه المكبوت
مأخذ الجد،
ويقفون على القصيدة كما على الشفير ذاته.
4
ليست موحشة، الطريق إلى القصيدة،
المهم أن تحرص على أن تكون وحيداً.
الوحشة يجلبها لك الآخرون وقت القراءة.
5
يشحن بندقيته بالذخيرة الساخنة، يسندها في الكتف،
و يستعد بحواس يقظة، محدقاً في الأفق الشاحب منتظرا الليل :
(لابد من القضاء على هذا الشبح).
في الصباح يأتي من يهزّ له كتفه المحتقنة لفرط الكعب الثقيل
ويوقظه من أحلامه.
6
يفتح صندوق النص، فتقفر الصور في وجهه، وتدبُّ مثل الكائنات.
7
إنه يستحق رصاصة الرحمة،
وجنونك الجَـم يفضح الأحلام، ويمنح اللذة،
فيما يكون في نزهته الأخيرة.
8
الأفضل أن يكون الشعر مستحيلاً،
لئلا تأكل الوحشة قميص الحب وحيداً.
9
يصفّ أقلامه وأوراقه وآلته الحاسبة وعدداً لا يحصى من الأواني،
يجلس تحت المطر، يتدرب على وضع إحصائية لقطرات المطر.
يحسب هذا تمريناً يجعل الإنسان قادرا على كتابة الشعر.
|
