(1)
سأله : من أنت؟
.فاضطرب في حنجرته الكلام
هم أن يقول له : كيف يمكن أن أصف شخصا في وطن لا يعرف أنني هو ؟
(2)
قال له : يا طويل القامة والإقامة, كيف ترى المكان ؟
قال : أراه كفنا يمنح , مثل اله بة, لميت غافل, ينجو منه طويل الأنفاس
واسع .الصدر, ويتعفن فيه الممتثل لجثته الذهبية
قال له : لماذا إذن لا تغادر المكان ؟
قال : لست من هنا لا أرى في المكان سوى بيت صغير يطل على فضاء الكون
أنني .أنتمي للوقت أكثر من اكتراثي بالمكان. المكان بالنسبة للمبدع
قبر
(3)
قال له : تسنى لك الوقت كي ترى إلى دفاترهم منشورة في ليل الناس. ترى
إليهم وهم يقرأون في الناس مزاميرهم الباردة في شتاء بارد . يتكتمون
على الأخبار والدفاتر مبذولة للعابر والقاطن والمسافر. تسنى لك أن
ترى إليهم وهم يتبذلون مضاهاة لأقدم المهن بلا حياء وعراة من المجد.
لماذا تمعن في هذا الصمت الكثيف ؟
.قال : هذا ليس صمتا , إنه قراءة القلب
(4)
قال له : أما زلت تأمل في اليأس ؟
:قال
اقتنصني أيها الأمل
اقصفني أيها اليأس
واقصلني بالمصادفات
(5)
قال له : لماذا تكتب ؟
:قال
أكتب لإيقاظ الصخر
وامتحان الآبار العميقة
واختزال الفصول
محاولا وضع خمسين عاما
في كلمات خمس
(6)
قال له : ماذا ترى ؟
قال : أرى عواصم تحبس الأحصنة في حضيرة شاسعة وتحاول إقناعها بأن هذه
هي .السهول
.أرى خريطة تتقل ص فيضيق الفضاء على الناس ويهرب الهواء
.أرى الكوابي في هيئة الأحلام الشائعة
.ثم أنني لا أرى غير الظلام الكثيف الذي يحدق بنا
(7)
قال له : هل ثمة جواب ترغب في الذهاب إليه ؟
قال : لا. لا. إنني مولع بالأسئلة , إن الذهاب إلى الأسئلة هو ما أحب
أن .يرافقني إليها الآخرون, فلفرط الأجوبة التي تحاصرنا نكاد نفقد
عادة الحياة
(8)
تلك القناديل التي شحنتها بكيمياء الروح
لماذا تنطفئ واحدا بعد الآخر
وكأن العتمة تشمل مواقع المستقبل ؟
|