نص المداخلة التي قدمت في ندوة ( الإبداع العربي
)
والتي أقيمت ضمن المهرجان الثقافي
الذي نظمته الدائرة الثقافية بالشارقة في أكتوبر 1984.
فن اكتشاف الأمل.
هكذا أرى إلى الإبداع العربي المعاصر.
في مثل هذا الواقع الذي يحاصرنا لابد أن يساهم المبدع في مجابهة الغابة
المحترقة.. بل أن مبرر حضوره الإبداعي هو هذا البحث الدائم عن الأمل
والتشبث به.
لكن هذا المبدع العربي ليس مخلوقاً أسطورياً قادراً على اجتراح المعجزات.
إنه بشر، وربما كان أضعف البشر على الإطلاق وأسرعهم تعرضاً للعطب،
برغم قوة الاستنفار للقتال التي تبدو عليه دوماً، وبرغم الطاقة الغامضة
التي يدفع بها المبدع إلى العالم، إنه مقاتل ضعيف بأسلحة قوية.
الواقع العربي يؤكد لنا كل يوم أن العديد من المبدعين يتعرضون لعسف
لا يقاس. بعضهم يتحصن بإبداعه، وبعضهم يذهب ويترك لنا آثار الإبداع.
المبدع العربي، إذن، يتحرك في ظروف غير مواتية إلى حد كبير. هذه الظروف
تتمثل في ملابسات عديدة تتفاقم عندما يتصل الأمر بقضية الإبداع.
ثمة قضايا تتصل بالإبداع ويتأثر بها المبدع وما يؤثر فيها. ومن أهم
هذه القضايا.
النقد - الجمهور - التراث - الثقافة الأخرى - والمناخ المضاد - الحريات
الحريات
عندما نقول الحريات فإننا نعني :
أولاً : الحرية الداخلية التي ينبغي على المبدع أن يحققها لذاته.
بحيث لا يعود مأسوراً بأية سلطات فكرية وفنية لا تنبع من تكوينه الداخلي
الخاص، لكي يكون في - لحظة الإبداع - قادراً على الخلق بمعزل عن جاهزية
المنظورات والأنماط السائدة. هذه الحرية هي أحد أهم العناصر التي تظل
هاجساً حاضراً لدى المبدع، وليس من المحتمل أن يتنازل عنها على الإطلاق.
ثانياً : إن أي نوع من إبداع لابد له أن يتبلور في هواء من الحرية
العامة. فالإبداع هو تعبير عن الواقع في الشكل الأرقى. وإذا لم يتنفس
المبدع هواء الحرية بصورة طبيعية فإننا لا نستطيع أن نراهن كثيراً
على مستقبل هذه الموهبة التي تنطوي على الإبداع.
والمبدع العربي محاصر - مثل سواه - بالحريات الغائبة. لذلك فإننا
نلمس تأثير هذا الواقع في الكثير من التجارب الإبداعية العربية الحديثة.
والمعاصرة. حيث العذابات المتنوعة والمتفاوتة. التي تلاحق المبدع في
شتى الأشكال.
النقد
بدون النقد الذي يحاور الإبداع ويتفهم طبيعته، ليس سهلاً أن تتيسر
للمبدع مجالات العمل والخلق. فالنقد السائد لايسعفنا كثيراً في اكتشاف
وكشف التجربة الإبداعية العربية، ونادرة هي المحاولات النقدية التي
تطرح علينا إقتراحاتها النظرية لسبل التعامل مع التجارب الجديدة وعناصر
الإبداع فيها.
أما سواد النقد فلا يزال يتخذ المواقف التي تتفاوت بين العداء للتجارب
الجديدة وبين التحفظ إزاءها والتشكيك في أصالتها. والذي يتقدم للمحاورة
فإنه لا يتناول الأدوات والقوانين التي تصدر عن هذه التجربة، لكنه
يأتي إلى التجربة الجديدة بالأدوات والقوانين النقدية القديمة. وهو
لذلك لا يطرح الأسئلة النقدية المناسبة، النقد السائد يطرح على النص
الجديد السؤال التالي :
- لماذا لا تكون في ذلك الشكل والطبيعة، في حين ينبغي أن يسأل :
- كيف ولماذا جئت في هذا الشكل والطبيعة ؟ ومثلما رافقت حركة الحداثة
الأدبية في الأربعينات حركة نقدية حديثة تحركت مع تلك التجربة في
مناخ نقدي صحي ومتوفر على قدر من الحرية فإن المبدع الجديد سيظل
في حاجة دوماً لأن يتحاور مع النقد الجديد.
لكننا نخشى هنا أن ننسى بأن الفعالية النقدية هي الأخرى في حاجة دوماً
لمسافة أكبر من الحرية لأداء دورها الحضاري.
والنقد هو إبداع أيضاً، ربما يضاهي العمل الأدبي والفني في بعض الأحيان.
من هنا نعتقد بأن ضرورة النقد لتبلور الإبداع العربي تستلزم ضرورة
الحرية أيضاً وأيضاً.
التراث
غالباً ما تحضر مسألة التراث عندما يبدأ الكلام على الإبداع.. وتختلف
دوافع هذا الاستدعاء باختلاف الاجتهادات الفكرية والاجتماعية التي
تساهم في هذا الاستدعاء.
- هناك من يستدعي التراث ليضعه في مواجهة الإبداع المعاصر، وليستخرج
الدلائل على أن الإبداع الوحيد لا يكمن سوى في ذلك التراث، ويجعل
شروط التراث قانوناً لمحاكمة الإبداع الجديد. فبالقدر الذي يتمثل
به هذا الإبداع لتلك القوانين يكون مرشحاً للقبول.
هذا الاجتهاد يصدر عن ذهنية الرضوخ لقداسة النص الأول. والثقافة
العربية ورثت تقديس النص الأول منذ المكونات التأسيسية للمجتمع العربي
والعقل العربي. في الماضي. وهي الآن مطروحة للمسائلة والحوار. وهي
ليست مقدسة أبداً.
من هنا تتأكد لنا ضرورة حرية العلاقة مع التراث بمعزل عن كل السلطات.
ومثل هذا الاجتهاد لا يقبل الخروج عن شروط النص الأول في كل أنواع
التعبير.. وسيظل يعتبر أية صورة للخروج عن حدود الموروث خروجاً على
المقدسات. فعند أصحاب هذا الاجتهاد تداخل خطير بين التراث كفعالية
بشرية قابلة دوماً للمحاورة والمسائلة والشك والنقض، وبين المقدسات
الأخرى التي لها مجالها المختلف في النظر.
- وهناك من يستدعي التراث ليكشف عناصر الإبداع فيه، ويضعها تحت
تصرف الإبداع الجديد لتتحول طاقة مرصودة لتأصيل هذا الإبداع الذي
يتخلق بحرية بعيداً عن سطوة التراث كفعل ثبات وقمع.
هذا الاجتهاد يعتقد بضرورة حرية العلاقة مع الماضي ومعطياته. وهذه
الحرية تطرح أمام المبدع مسئولية وعلى الجذوة المتأججة في التراث
وأهمية امتزاجها بمكونات المبدع الجديد.
ويخطئ الذين يتوهمون بأن الإبداع العربي الجديد لابد أن يكون منفصلاً
ومقطوعاً عن التراث. فالإبداع لا ينشأ من فراغ ما.
بل أنني أكاد أجزم بأن معظم الإبداع العربي المعاصر قد توفر على
وعي أصيل بالتراث، الأمر الذي أهله لأن يصير إبداعاً. ولم يزل التراث
يتمثل في التجارب الإبداعية التي تتخلق.
مما يجعلنا نقطع الوهم الذي يقول بالقطيعة بين الإبداع الجديد والتراث.
فقط ينبغي التأكيد على أن رؤيتنا للتراث لا تخضع لشروط التراث لكنها
تتصل بوعينا الجديد.
هذا الذي يحترم التراث ويتعامل معه كفعالية إنسانية أنجزت.
التراث
غالباً ما تحضر مسألة التراث عندما يبدأ الكلام على الإبداع.. وتختلف
دوافع هذا الاستدعاء باختلاف الاجتهادات الفكرية والاجتماعية التي
تساهم في هذا الاستدعاء.
- هناك من يستدعي التراث ليضعه في مواجهة الإبداع المعاصر، وليستخرج
الدلائل على أن الإبداع الوحيد لا يكمن سوى في ذلك التراث، ويجعل
شروط التراث قانوناً لمحاكمة الإبداع الجديد. فبالقدر الذي يتمثل
به هذا الإبداع لتلك القوانين يكون مرشحاً للقبول.
هذا الاجتهاد يصدر عن ذهنية الرضوخ لقداسة النص الأول. والثقافة
العربية ورثت تقديس النص الأول منذ المكونات التأسيسية للمجتمع العربي
والعقل العربي.
ومثل هذا الاجتهاد لا يقبل الخروج عن شروط النص الأول في كل أنواع
التعبير.. وسيظل يعتبر أية صورة للخروج عن حدود الموروث خروجاً على
المقدسات. فعند أصحاب هذا الاجتهاد تداخل خطير بين التراث كفعالية
بشرية قابلة دوماً للمحاورة والمسائلة والشك والنقض، وبين المقدسات
الأخرى التي لها مجالها المختلف في النظر.
- وهناك من يستدعي التراث ليكشف عناصر الإبداع فيه، ويضعها تحت
تصرف الإبداع الجديد لتتحول طاقة مرصودة لتأصيل هذا الإبداع الذي
يتخلق بحرية بعيداً عن سطوة التراث كفعل ثبات وقمع.
هذا الاجتهاد يعتقد بضرورة حرية العلاقة مع الماضي ومعطياته. وهذه
الحرية تطرح أمام المبدع مسئولية وعلى الجذوة المتأججة في التراث
وأهمية امتزاجها بمكونات المبدع الجديد.
ويخطئ الذين يتوهمون بأن الإبداع العربي الجديد لابد أن يكون منفصلاً
ومقطوعاً عن التراث. فالإبداع لا ينشأ من فراغ ما. بل أنني أكاد
أجزم بأن معظم الإبداع العربي المعاصر قد توفر على وعي أصيل بالتراث،
الأمر الذي أهله لأن يصير إبداعاً. ولم يزل التراث يتمثل في التجارب
الإبداعية التي تتخلق. مما يجعلنا نقطع الوهم الذي يقول بالقطيعة
بين الإبداع الجديد والتراث. فقط ينبغي التأكيد على أن رؤيتنا للتراث
لا تخضع لشروط التراث لكنها تتصل بوعينا الجديد.
هذا الوعي الذي يحترم التراث ويتعامل معه كفعالية إنسانية أنجزت
في الماضي، وهي الآن مطروحة للمسائلة والحوار. وهي ليست مقدسة أبداً.
من هنا تتأكد لنا ضرورة حرية العلاقة مع التراث بمعزل عن كل السلطات..
الثقافة الأخرى
- ونعني بالثقافة الأخرى هنا هي التراث الإنساني الأجنبي، وتشكل
هذه المسألة هاجساً حاضراً عندما يجري الحديث على الإبداع العربي
الجديد. فإن هناك من يتحفظ على هذا الإبداع بحجة أنه متأثر بالتجربة
الأوربية ولذلك فهو دخيل وغريب عن الإبداع العربي.
هذا الاجتهاد، على سذاجته وبساطة الرد عليه بالعقل والمنطق، إلا أنه
اجتهاد يسهم كثيراً في تكوين المناخ المضاد للتجربة الجديدة، ونحن
الذي نستورد من الخارج كل شيء ونشكل سوقاً استهلاكية لكل منتجات العقل
الأوربي. علينا الآن أن نرفض ثمار التراث العالمي بحجة أنه ليس عربياً
علينا أن نتغافل عن أجمل التجارب الإنسانية في مجال الثقافة مادامت
الثقافة العربية لم تعرفها قبلاً. وعلينا أولاً أن نستدعي التراث العربي
وننقب فيه عن أصول لفن المسرح لكي نشعر بالاطمئنان وراحة الضمير بأن
هذا الفن كان عربياً في الأصل. وعلينا أن ننقب في تراثنا عن محاولات
بدائية لفن القصة والرواية لنكون على ثقة أن الرواية الأوربية ليست
غريبة علينا وعلينا أن نعود لنصوص عربية قديمة تقترب من بنية قصيدة
النثر لكي لا نعترف بأن هذا الفن أوربي الجنس والتجربة. وعلينا أن
نستحضر الجرجاني ليشهد أمام العالم بأن البنيوية كانت عربية في الأصل،
ومن المتوقع أن نقاد الغرب ارتكبوا سرقتها في غفلة من العقل العربي.
وعلينا أيضاً وأيضاً أن نمعن في التشكيك بكل ما من شأنه أن يجعل الإبداع
العربي حراً في علاقته بهواء العالم.
أخشى أننا نوشك أن ننسى الذين يعيشون معنا على هذا الكوكب.
إن الإبداع العربي الجديد لا يرى إلى هذه المسألة بهذا المنظور الضيق
وبهذه الروح المتعصبة. فإن كل شيء في هذا العالم يظل تحت سطوة المبدع
ورهن تجربته.
الجمهور
في المجتمع العربي أصبح الجمهور عرضة لتحولات عاصفة وتخلخل بنائي
هائل. وإذا حصرنا كلامنا في السنوات العشرين الأخيرة، سيكون لزاماً
علينا أن نعترف بأن ما حدث في التركيب المجتمعي عندنا كفيل بأن يجعل
كل نظريات الفرز الطبقي تعيد النظر جذرياً في منظوراتها وتقسيماتها.
سنقع - إذن - في الخطأ إذا اعتمدنا رؤيتنا القديمة للواقع الاجتماعي
في المنطقة العربية بآلية الإيمان النظري المطلق.
وينبغي أن نتعرف مجدداً على طبقات وفئات طبقية تخلقت وانفرزت حديثاً
تحت وطأة تلك التحولات الهائلة، التي ليس النفط هو سببها الوحيد ولن
يكون هو الأخير أيضاً.
من هذه الشرفة يجوز أن نتكلم على جمهور القراء. هذا الجمهور الذي أخذ
هو الآخر في التقلص إلى درجة فاجعة. وقد أصبحت مسألة جمهور القراء
إشكالية (غاية) في التركيب تواجه التجربة الأدبية العربية الجديدة،
وبالنسبة للإبداع العربي فإنه لا يستطيع أن يعتقد بقدرته على تجاوز
هذه الإشكالية في مثل هذه الظروف.
يوما بعد يوم تصبح الفجوة بين الثقافة بمعناها الحضاري وبين الانسان
العربي كبيرة وتهدد بخطر. لأن كل الملابسات التي تحيط بهذا الإنسان
تأخذه بعيداً عن الثقافة بذلك المعنى. ففي المجتمع الاستهلاكي ينبغي
أن يكون كل شئ استهلاكياً إذا أراد أن يصل إلى الناس.. إلى أكبر رقعة
من المجتمع. وفي هذا المجتمع أيضاً ستتوفر الثقافة التي تلبي الشرط
الاستهلاكي.. ثقافة الاستهلاك هذه تنشأ في مناخها. إنها ليست الثقافة
التي تخاطب عقل الإنسان. لكن التي تخاطب غرائزه وكيس نقوده.
في هذا المناخ سيكون جمهور الإبداع صغيراً ويظل عرضة للتقلص دوماً.
هذه هي الحقيقة التي يجب الوعي بها والعمل على معالجتها، ليس بأن نقول
للمبدع اذهب إلى ذلك الجمهور الاستهلاكي بشروط الاستهلاك. لكن نعالجها
بأن نعترف ببداهة الشرط العلمي، حيث أن إشكالية الجمهور العربي ليست
إشكالية أدبية لكي نعمل على حلها بأسلحة أدبية. ولكنها إشكالية اجتماعية
وسياسية واقتصادية، ولا يمكن حلها إلا بأسلحة تتصل بهذه الميادين.
- من هنا يتضح لنا بأن قدر المبدع العربي أنه يكتب عن كل الناس،
ولا يتصل بإبداعه سوى قليل جداً من الناس.. ومن المتوقع أن هذا القليل
من القراء سيواجهون الإبداع ويتصلون به بدرجات مختلفة.
حيث غموض التجارب الجديدة في نماذجها الإبداعية بشكل خاص. وحيث غرابة
الاجتهادات التعبيرية في هذه النماذج بالنسبة لاستعدادات هذا الجمهور.
لكنها احتمالات قابلة دوماً للحوار في حدود هذه الرقعة الصغيرة من
القراء.
ليس على المبدع أن يتخلى عن هاجس الوصول للقارئ ولكن عليه أن لا
يتنازل عن شروطه الإبداعية، في موازاة ذلك لا ينبغي الاعتقاد بثبات
هذا الوضع، لأن حركة المجتمع التاريخية ستظل في صالح المبدع والقارئ
معاً. ولأجل هذه الحقيقة بالذات يتشبث المبدع بدوره في الحياة.
المناخ المضاد
إذا كان المبدع يواجه إشكالية الجمهور بهاجس يصل حد القلق أحياناً.
فإنه يواجه مناخاً مضاداً أكاد أسميه (إرهاب المثقفين) في مناطق كثيرة
من الوطن العربي. حيث نرى المبدع هدفاً دائماً لبعض المثقفين الذي
يصدرون عن منظورات فكرية جامدة ضيقة الأفق، تطرح على المبدع إرهابا
يصادر منه حق الحرية في التجربة والإبداع بأدواته الخاصة، وتحرمه من
حرية الاختلاف.
ومن المتوقع أن يفهم المبدع طبيعة هذه الاجتهادات، لكن المسألة تكمن
في أن هذه الاجتهادات لا تعتمد الشكل الحواري الحضاري الذي يؤمن بحق
الآخر في التجريب والمغايرة والاختلاف، وحقه في الإبداع بالطريقة التي
تليق به.
هذا الإرهاب يشكل في الثقافة العربية المعاصرة خللاً خطيراً، ويهدد
المبدع العربي الذي هو في نهاية التحليل ليس أكثر من مخلوق بشري ضعيف
كما قلنا قبل قليل. فإذا لم يقم في الثقافة العربية مناخ من الحوار
الصحي بين شتى الاجتهادات الفكرية والفنية فإننا لا نستبعد أن يتحول
هذا الحوار في وقت من الأوقات إلى هدم متواصل لكافة عناصر الإبداع
التي يجب أن تتحرك بحرية. فإذا كنا نطالب بالحرية من المنظومات المهيمنة
في الوقت الذي نمارس القمع داخل الثقافة العربية المعنية بالإبداع،
فإننا لن نكون مرشحين أبداً للنهوض بعبء مستقبلنا.
من الإشارات السابقة نشعر أننا أمام إشكالية لا تتصل بما يسمى عادة
أزمة إبداع، ولكنها تتصل بأزمة الحرية.. الحرية في شتى تجلياتها.
ولعلنا في مستقبل الأيام نستطيع أن نتمكن من التأمل والنظر بصورة
أفضل، وأقل قصوراً.
لقد تجنبنا هنا التعرض لتفصيلات كثيرة تستدعي منا التوفر على الوقت
والمجال المناسبين. وليست هذه المداخلة سوى ملاحظات عامة استهدفت بها
أن أشير إلى مداخل رئيسية تحتاج إلى مزيد من الكشف والاكتشاف.. والحوار
أيضاً,@
أكتوبر 1984.
|