1
أنظرُ مذعوراً من هذا الشهق الهائل.
لم أعرف سريراً بهذا البياض والشسع. أتشبث برأفة المعجزة : لعلي،
حين يخذلني الحديد، يسعفني البياض الرحيم.
أنتظرُ ، مغموراً بالمستحيل الرابع الذي .. لا.
لعلي، في سرير رشيق مثل هذا، أخرج من جاذبية الموت وأعرف طريقاً لجذوة
الحياة وأراك.
ها أنت في ثنيات غيمة، تغوين الأصابع لكي تحسن هندسة البياض الكثيف.
لكي أقفز في الريش اللانهائي، مذعوراً أذعن لمهرجان الوسائد. ها أنت
هناك عارية مني. ها أنا هنا عار منك. لا بياضك الوسيع يمنح جحيمك المغفرة.
ولا سوادي الصغير يدفق الدم في الثلجة المقدسة. وحيد مباغت بغياب كأنه
الفرار. أرى إليك مهتاجةً تفقدين أقراطك في غابة الجبل، تقولين عن
بهجة الرفقة، فأسقط في بكاء مكبوت. أقول عن السنوات الضوئية التي تخلع
القلب وتفصل مابين جسد مرضوض مضعضع وجمرة الروح المتأججة المتحفزة
للهجم .
كأنك لست جنية الماء،
كأني لست النيلوفر المأخوذ بالفتنة.
2
أباهي بأجمل أخطائي. بأكثرها قدرة على الفرح والمعصية. مستجيباً لنبؤة
مجنون يغري بالحب. صعوداً صعوداً نحو سديم الطفولات. تحتي الغيمُ ،
وفي رأسي تحتدم المجرات.
بعد مساءٍ أمعنَ في شحذ نصاله على أشلائنا. بعد ليلٍ لا ظلام فيه.
بعد صريخ هدهدنا به الجرح وفتلنا معه شقرة الفجر. بعد الماء والموت
والمبارزات.
في خندق منسي أغتسلنا بعرق القتال الشرس. نتبادل رعب الحرب ونلقن الجسد
بالهزائم. نتنقل بين نجمة النهار و وردة الليل. مَنْ منا فريسة النصر.
من منا فارس الهزيمة.
مأخوذان بوقت غادر. نتهدج في دفق الدم. لإسمينا أبجدية منذورة لهلاكين،
وليس لنا غير التوغل. نقطة .. نقطتان. ليست الحروف رمزٌ ، ولا ينقذُ
الغيمُ.
قلت لي عن الرفقة ،
قلت لك عن الفراق.
فها أنا بين سماءٍ ليست لي، وأرض لستُ لها.
انظري إلى هذا الغيم الهارب من فضة الله.
أية أنامل سريالية راق لها أن تنفش بياض الطبيعة تحت خطواتي.
ها أنا أتقدم في رفقة.
كأني إلى الفراق.
3
فيما يعجز الجسدُ عن التعبير، ترتعش الروح مثل زلزال يهدم الهيكل.
فلا بياضك يعترف بالعتمة، ولا سوادي يخدع الضوء.
أتفصّدُ من عنق العصفور تحت نصل لا يعرف الرحمة.
أتصاعد في شهيق قديس يحتضر أمام بهجة الحديقة.
فيما يفتك بي
فيما يبغتك
فيما الغابة
فيما الغيبوبة
فيما الوردة
فيما أقول
فيما تقولين
فيما لستِ
فيما لستُ
فيما لسنا
فيما ليس
فيما ... *
|