القيامة

القيامة

الطبعة الأولى 1980
دار الكلمة / دار بن رشد - بيروت
لوحة الغلاف - خوان ميرو
عدد الصفحات 114

 

م - مرآة شجرة الدم


ستعرف دون سؤال
ستعرف

هذي الفضة جذر الكون
وماء الكون يؤرخ في عينيك
تعال أريك الميت من تاريخ الناس
أريك الناهض في تاريخ الناس
أريك الكأس تعب الخمرة من شفتيك
أريك الشمس محاصرة بخيول الفجر
أريك النهر يعارض منبعه ويشط
تعال وكنت مريض القلب بحب الماء
تعال وكنت قوي القلب بحب الماء
فجئت أخذت بيدي
ويدي في الريش الساهم ساهمة
أدخل فدخلت
كان الشجر الأحمر كان الحلم عظيما كان
الطائر كالغيمة نعشا
فجعت كأم النعش وكانت أكتاف الناس
تمد يديها للنعش
وكان النعش يطير يطير يطير
الكفن الخائر في دم النعش يصير شراعا
ويرفرف
كالقلب بصدر الأم
النعش الغيمة يغمس في جرح الناس حراشفه
والشجر الأحمر معترضا درب النعش

أنا في النعش بقلبي
ما هذا الطائر كالغيمة ما.
سوف ستعرف من غير سؤالٍ
والنعش يطير ويعلو هامات الأشجار الشوكية
يعلو
يعلو
يعلو
لكن الشجر الأحمر يقذف أغصانا شاخصة
كالحبل الشوكي
النعش يهيم بلا أكتاف
تعترض الأغصان طريق الغيمة
و النعش يهيم
تداخل أضلاع النعش بشوك الشجر الأحمر
تنغرس الأغصان السيفية في لحم النعش
وكان الأحمر في النعش يفيض
يفيض
يفيض
يفيض
الحلم الخارج من غابات الشجر الأحمر
موت صديق
أنظر
فالنعش المصلوب على الشجر الأحمر يعرفك الآن
أيعرفني من
لا تسأل من أين سأعرف أن النعش سيعرفني
وصديقا كان النعش
وسوف يصير
اقترب الآن تقدم
إلمــس خيط الكفن القاني تعرفه أو يعرفك
اقترب الآن ستعرفه فاقترب اقترب الآن
تقدمت
ومد الخيط حديثا قال بأن الطقس القادم عصف
والقحط المتجذر في سقف الناس سيمكث
حتى تنبت للنعش بيارق
قال بأن الرعد القادم يطحن كل جبال الهم
المرتاحة في قلب الناس
وقال كفى
فلمحت النعش يهيئ للبيرق خفقة قلب
هات تعال
دنوت إليها أخذت بيدي
مسحت كبدي برحيق الشوق

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى