هيأت الكنوز و نامت

تظاهري بالغفلة. تنهض بك هتافات القلب. يداك في سريرة النهر. لأحلامك حرية القميص، وللطبيعة غبطة الماء. تظاهري، ودعي الموجة تكشف ترفك المكنوز. هودجٌ حاربت من أجله الشعوب. وضعتـه ونامت تحت شجرةٍ، قيل إنها نخلة الليل، وقيل إن الكواسر تعرف السر، لكنها تقصر عن النظر. بياضك من حريقٍ وشهوتك تقود قطيع النيران. لك قميصٌ ينهد مستبسلاً بهزيمة الهجوم. فتظاهري لكي يعرف الرماة أن أرضاً تزخر بالهدايا وضعت الحقائب على عربة التيه وتاهت. تظاهري بأنك الأرض والحقيبة والعربة والطريق.
تظاهري بالغياب وتماهي مثل رماد الغابات : سـاكنٌ ومجنون .
ترين الساحرات تـخرج عن رزانتها وتـهجوك بسلالٍ مفعمةٍ بالرغبة. ما عليك إلا أن تعلني المدن المكتظة بمكيدة النوم،لتشهدي الدماء تطفر من الأنياب والمخالب مثل صمت البراكين. تظاهري بالنوم، تستفرد بك الكوابيس كأنك ذاكرة المخبأ، تنتقلين مثل اللون الحائل من خرقةٍ إلى خندق. تظاهري أيتها الوحيدة في القتيلات، مسجاةً في عربات التيه، أكثر نحافةً من القضبان وأبعد من السديم. تظاهري بالغفلة،لكن لا تغفلي عن كنزك، جنةٌ تمرح في مخيلة الناس.
هيئي الكنز وتظاهري بالنوم .. ونامي .