لا أحد يعرف الحجر مثلي .
بذرته في أجنـة الجبل ، و ربيت فيه وردة المعادن
فشب مثل طفلٍ يمشي وتبعت خطاه.
صمته قلب يصغي، وعزلته أبجدية تعلم الكلام .
صقيل يشف عن الكنز ، وينبثق في كتبٍ وفي مرايا ،
أقرأ فيه زجاج الجنة وتعويذة العشق .
يتصاعد خفيفاً ، ويمنح الريح صداقة الكتابة ،
مثلي .
متوحد ، ويؤنس الغريب،
ماؤه يقظة الأوج ،
يحرس نوم الشجر ، ويحنو .
له في كل منحدرٍ بريد يغسله الثلج
و يأخذ من البحر رسًالة الموج .
عينان تنضحان بالولع وطفولة الغريب ،
طريد مثل نمرٍ ، يتأرجح في شباكٍ تتدلى حولي.
يسمع النبض في الوريد ،
يشف و يشبق و يشطح ويهذي ،
مثلي .
يعرف السر و الفضيحة موغل في القرائن ،
تأخذ منه الوردة أسبابها ويرصد الجبل
في حال الوجد والتلاشي .
مثلي ،
أسماؤه في المعادن و ذريعة العدو
مثلي ،
عاشق يذوب ، ماءوه القلق وجنة الفقد.
يكابد الحب ، مشحوذاً بالسفر وشهوة الغياب،
مثلي .
وحده يعرف تاريخ خطاي وأخطائًي و يغفر و ينسى
مثلي .
|