دعني لذئابٍ تهذي أيها الغريب .
في حضن امرأةٍ شاسعةٍ، ما أذهب إلى كوخٍ وما أفتح نافذةً وما أنظر
في قدحٍ حتى أصادفها منتظرةً. كأنها لم تنم منذ تركنا البيت. يوم اقتسمت
معنا النبيذ والأمتعة. وأوهمتنا أنها أخذت ما يكفي، وتركتنا نحمل الباقي،
لنكتشف، وراء الجبل، أنها وضعت لنا زاداً زائداً، لتقف متكئةً على
ضلفة الباب لفرط الجوع، وهي تلوح لنا بذراعٍ واهنة. لم أصادف امرأةً
تحسن الوداع بمثل هذا البهاء.
عيناك تقطران دماً، تنظر المرأة منتظرةً. ذاهباً في هذيانك وأنت في
حضن امرأةٍ مثلها. حضنٌ قرأت فيه زعفران الطفولة في برج الجدي، قرين
الأجنة. حضنٌ ينبت العشب لكي نلهو به، فنتواءم ونخدع الموت. في التيه
والبرد والسفر حضنٌ شاسعٌ يضمني مثل جنينٍ. فأنجو من الموت أنجو من
القتل. تعويذةٌ في القميص لئلا أتأخر عن الحياة وأنجـو . تأخرت وهي
في الصبر تشحب، مثل خلودٍ يخطئ الموت.
ثمة من يريد قتلنا ، وهذا يدعو ليأسٍ أقل .
|