يمشي مخفورا بالوعول

الطبعة الأولى 1990
رياض الريس للنشر - لندن
عدد الصفحات 108

 

البحر

طارد البحرُ فرائسَه وحاصرها في مضيق تحرسه الوعول، فجاءت الريح
والرماح و انشقت الأرض عن بلاد مكسورة تدور المآذن فيها كقلاع في ريبة
وفي تمائم.
حيث القناديل في غرف محفورة في صخرة الماء
والماء مشكاة.
حيث الطريدة محبوسة في فجوة الأرض.
ليست الأرض باباً و لا السماء، ولا ينقذ الخوف.
طفل مقيد يسمع النصلَ فيرخي يديه و رجليه،
جزر مغدورة بلا قياد ولا قارب و الجوع ختم.
صخرة الماء في كهف و الكهف في غور عميق،
عمقٌ مجهولٌ مرصودٌ مقدسٌ
و الماء مشكاة.
أيها الطفل هل تعرف البحر؟
البحر هجوم مباغت، لكن لا تبتل ولا تلمس الرمل.
اسحب يديك ودعهما مغلولتين.
لك الطريدةُ أنتَ لكَ الطعنُ و الطردُ وعليك الهجوم
ارفع يديك ودعهما جُزرا.
و المضيق يضيق، أدخلْ القبر أيها الميت
ولا تشككُّ ولا تشكوا
ميتٌ أنت، فادخلْ
كنتَ في البحر ؟ كنتُ
زرعتَ نخلةً ؟ يكفيك مجدُ الزراعة و الغوص.
لا لؤلؤٌ و لا نواةٌ
سريرك القبرُ ، طاطئ :
ذلك البحر يهجوك،
يهجو و يهجم
أنتَ الطريدة.
هل كنتَ ؟ كنتُ .

لك القيدُ و القبرُ و القرائنُ مبذولةٌ

لتقرأْ لك الموت و المجد فاقرأ.
لك النعشُ عرشاً لتقرأ
ألف ياء جيم جاءوا من البحر
و البحر مستنفر
يتهجى و يهجو .


 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى