يمشي مخفورا بالوعول

الطبعة الأولى 1990
رياض الريس للنشر - لندن
عدد الصفحات 108

 

سفن الانتظار

... وتتهادى السفن المكتنزة بشبق الياقوت والغبطة مثل نساء ولودات في ظهيرة الوحم الفاتك، والهوادج المرهرهة بالحليب الغامر، والأحضان المبسوطة تبدأ من سرير الرمل وزبد الخلق . يفتك المرفأ الوحيد بصرير الصرة . وتقتحم الحيازيم ريف الحشائش الطرية والعشبة الأشهى . فتطل الأرض في خجل الأنثى . تطل في شكيمة الثاكل وبياض البدايات، من شرفة الشراشف المتهلهلة في الأفق كالسواحل، تمد يدا للصارية ويدا للطقس معصوبة الرأس، غسلت كل حيوانات البيت في الماء موجة موجة . وغزلت للنار قميصا من الماء موجة موجة.
رسمت الصحو لكي تنداح المراكب خشبة خشبة .
قيل يصلون في شريعة الليل، وقيل لا يصلون قبل صهيل البداية . نصبت سرادق العرس وتشبثت باحتمالات الوعول . وللسفن أن تتهادى وتكتنز . ولها أن تقتحم انتظارات الرمل والعشب . لتظل مرجانات الليل تتدفق في حضرة الفصول والمواسم . وحدها السفن المكتنزة تراهق بصدرها المكابر وتكسر قميص البحر .
وحدها السفن تفضح أسرار الحيض والخصب واللقاح .
والأرض تنتظر

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى