مجنون ليلى

( بالاشتراك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي)
طبعة لندن
مجموعة أرابسك - لندن 1996

 

المشبوقة

روي عن أبي أنمارٍ ابراهيم بن عبدالله أنه وقع على أبياتٍ لقيسٍ عدها وصفاً صريحاً بائحاً لكنه تلك العلاقة الحميمة، حتى أن أبا أنمار الذي عرف بذائقةٍ رهيفةٍ في قراءة ذلك الشعر بوهج الشهوة وسبره بمثقال القلب، اعتبر هذه الأبيات من الأجمل مما صور في الحب

(فان كان فيكم بعل ليلى فإنني
وذي العرش قد قبلت فاها ثمانيا
و أشهد عند الله أني رأيتها
وعشرون منها إصبعا من ورائيا)

وأسهب أبو أنمار على غير عادته قال (وما علينا إلا أن نتخيل العشرين إصبعاً من ليلى مشتبكةً في ظهر قيسٍ وهي متعلقة به قبلاً في حضنها، لندرك أنهما ما كانا يزجيان الوقت في البكاء والعويل كلما سنحت الفرصة، مثلما تحاول الروايات المتواترة أن تزعم لنا) استنكر بعضهم الذهاب إلى هذا المعنى، واعتبروه مساً بالمحرم وتباعداً عمـا يشيع في شعر المجنون وحين يقال لهم (وما المقصود بالمحرم يا سادة) يحتجون بما ذكره إبن الجوزية في أخباره عن النساء حيث ( زعم بعضهم أن للعشيق من جسد العشيقة نصفها الأعلى من سرتها فما فوق ينال منه ما يشاء من ضم وتقبيلٍ ورشفٍ، على أن يكون النصف الأخر للزوج) وهذا مما تعارف عليه عرب سبقوا الإسلام وقيل إن جاراتٍ لليلى حلفنها أن تقول لهن عن شأنها مع قيس، وما إذا كان يقف عند النصف فقالت لهن ( ألم تسمينه المجنون، إنكن لا تعرفن العشر مما خبرته، إلا إذا كان ثمة مجانين آخرين على شاكلته)

واستزدنها فزادت (في تلك الساعة تفلت الأزمة والأعنة ولا تكون القيادة محصورةً في واحدٍ ولا يقدر عليها إثنان ولا يعود للحدود معنىً فالغيم نازل يمسح العلامات والملامح ولا يسعف البصر ولا البصيرة وتبدأ حواس لا حصر لها في الشغل حيث لا نكاد نعرف هل نحن في حلمٍ أم إننا الحلم الخالص والذين وضعوا أسطرلاباً لوقت الحب وشكله فاتهم أن يفصحوا لنا أي النصفين يكون حلالاً مباحاً للحبيبة في جسد الحبيب ففي تلك الساعة لا نعرف أينا يشعل جسد الأخر وأينا يطفئه، أينا الجمر وأينا الهواء

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى