خروج رأس الحسين من المدن الخائنة

خروج رأس الحسين من المدن الخائنة

الطبعة الأولى -أبريل 1972
دار العودة - بيروت
لوحة الغلاف عبد الله يوسف
عدد الصفحات 91

 

صلاة الخوف

. . لكن كيف ؟
أنمشي في زمان مات
هل في أمة هربت إلى التاريخ من بوابة أخرى ؟
استحال الخوف ضوءا معتما ويدا تزين ضفافها الأحلام
نحن في زمان آت
نسافر في فضاء الحلم
هل قمر يغني فوقنا سفرا بلا عنوان

لكن كيف ؟
هل في مصحف الصلوات نسأل عن طريق الموت
أم نحيا بلا ماء ولا أسماء؟
دعونا نكتب الصحراء في دوامة البحر
ولكن آه من ذا قـيد الشطآن ؟
فكوا بحرنا من قافيات الموت
نخترع اللغات هنا ونطبخ في حريق الورد تاريخا
ولكن كيف ؟

هاموا في طريق الحلم
واستعصت أغانينا على النسيان
واحدة هي الأرض التي تمتد
والأرض التي ترجع
ولما صارت الأزهار نافذة على بيتي
تمطى الليل وانكسرت مرا . . . يا ردهة الموت
أنعجز عن كتابة عشقنا في خاطر الأيام
هذا بيتنا شجر من اللون الخجول
وسيفنا لغة لها حلم التحول والسيول .

لو جاء تاريخ السيول إلى الخليج .

طالع من كتاب اللهب
من تراث الجنون
استقيموا على الدرب ساعات حلم
أقيموا الصلاة / أنا طالع في دمي / ليس حلما
جنوني دواة المساكين والأشقياء
أنتم . . / دمائي
أنا الساجد العابد الخائف المستهام
أقيم الصلاة على صهوة الخوف والأنبياء .
ونمشي معا حاملين الحصى كالنجوم .
نغني الحكايا الجديدة / هل تعرفون الليالي البعيدة ؟
استطاع النهار الذي في بطون الجياع
استطاع
ونحن نقدم رجلا ، نؤجل أخرى
كأن التراب
استحال ترابا
ولم يغد وردا ولم يغد باب .
نبحث في الغيم عن قطرة عن سؤال
كيف للقطرة الآن والبحر في سجنه المستعار
الطفولة والبرد ؟ / لا نستطيع انتظار
هذه أمة ودعت قيدها / والقتيل استطاع
تعالوا هنا ليس وقت الصلاة
هنا الخوف تاريخنا والممات لنا شارة
يوم باعوا البلاد استحالت رصاصا
ولم يبق ورد على الكتف . لكن . . بقينا
خذوني / أنا طالع كالجيوش الصغيرة
بلا قائد / تذكرون ؟
أجل / لن أفك الرموز الخطيرة
تقاويم نوم العصور احرقوها / لدينا تقاويم عصر الجنون
( وهل يملك النوم في غابة من حريق؟
هنا كل شيء طريق يؤدي إلى الغابة - القبر
أو غابة زاهرة الطفولة والقتل ليلا طريق
الرموز الغريبة والنوم في قاع كأس طريق
هنا كل شيء . . حريق )

وتصغر هذي البلاد الصغيرة تصغر
حتى تصير احتفالا
أو نصف قبر تصير
هنا النار تاريخنا فاخلعوا حلة الصيف جاء الشتاء
ونحن عرايا .
أيغتالنا الثلج / نحن كتاب اللهب ؟
ها هو الصوت
فيه التضاريس وحشية والدماء
سأعطيكم من جنوني طريقا .
اطلعوا من هدوئي .
تعالوا نصير ازدهارا ووردا نصير .
سنعبر كل الجسور القديمة
نخرق حضر التجول في قنوات الفجيعة
ونمتد في بؤبؤ العين حيث الصلاة انتهت بالفجور
خليج السلاطين يمتد فينا / قرأنا لهم /
بايعوا غيرنا بالصلاة

( كانت بداية الحلم تكمن في نافذة ، وجه يطل على السجن والوجه الآخر على شجرة . لم تكن الريح، لكن سقطت هذه الورقة من تاريخ الحروب التي يدخلونها فقط ولا يخرجون تقول الورقة :
. . .) وأنتم معشر هذه الدولة يجب عليكم أن تكفوا عن أمر المسلمين ويلزمكم أن لا تتعدوا علينا ومن تعدى علينا فالله يعيننا عليه وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل ومن كان مع الله كان الله معه ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدره وإن ينصركم الله فلا غالب لكم )

ما ضيعونا إنما ضاعوا بلا ماء على الصحراء
واحدة هي الأرض التي تمتد
والأرض التي ترجع
سنسأل : كيف إبحار بلا جزر ولا ميناء ؟
سميناه باسم الماء
باسم طفولة الشطآن
هل . . يرجع ؟
سنختصر العصور إليك
نكسر في مرا . . يا ردهة الموت
خذينا
لا نموت الآن في الجزر المحناة ، احملي أثر السجود .

بارد وجه هذي البلاد / البلاد الصحارى
يغطي تضاريسها المهرجان
بارد
أنا الرأس والسيف والساعد / الجسور دمائي
بلادي استراحت ولم تسترح
يا صلاة الفجور
تداخل موتي وموت الفراشات في الضوء

كنا نصلي وكان الجنود
قليلون حتى الفجيعة
فجاءت سهام العدو السريعة

بلادي استراحت ولم تسترح في العيون
ربما في الصحارى أو الخوف
أو ربما في السجون
استراحت على ناصيات الشوارع

( لما سألت الخريطة عن لونها قاطعوني)

(أجلس في ردهة الموت ماسكا أجوبة اللغز أتمتم : كل شيء من الورق المقوى، وأنتم تعرفون ، حتى الموت ، هذا الرواق المظلم الذي جلس فيه شعبي مع مصاصي الدماء . . . أنتظر لحظة الصفر التي سيأتي بها صديقي السجين الآن ، بالطبع لن يأتي صديقي وأنتم أصفار على مقاعد . . هل أنتظر )
ستركض كل الجيوش إلينا وتصغر هذي الخريطة
. . والبحر يركض نحو القصور / فهل يستريح الغياب ؟
تساءلت عن غيمة /
أنتم الغيمة الآن غطوا الصحارى بعشب
هنا ساعد الموت صلى عليه اليتامى . . وماتوا
وجاءت لنا أغنيات العذاب
ولم يبق ماء / تيممت / لم يبق فيء /
توجهت نحو الصلاة
ولم تبق ناحية / لم أجد في السماء
وظهري أتته السهام السريعة .
هو القطرة الآن / أنتم بحاري وناري
لنبني الجسور الخطيرة من ورق الشمس
نستصرخ النار
أنتم رياحي الصغيرة
تطلع منها البشارة
هذا التراب النبي القتيل
ادفنوا وجهه بالدماء
إذا لم نفاجىء أعدائنا في الظهيرة
إذن . . .
تداخلت في الرمح / صرنا طريقا ، وصار
صوتنا أمة في الحريق
لن تهرب الآن، تاريخها قادم و الرصاص
يسافر نحو الجزيرة
وأطفالنا جمرة تفرز الرفض
والرفض نهر .
أقيموا صلاة الجنون
فلم تبق درب ولم يبق باب
سيأتي خليج الضحايا ويأتي الخراب .

ديسمبر 1971

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى