خروج رأس الحسين من المدن الخائنة

خروج رأس الحسين من المدن الخائنة

الطبعة الأولى -أبريل 1972
دار العودة - بيروت
لوحة الغلاف عبد الله يوسف
عدد الصفحات 91

 

صدأ السيوف في الغمد المألوف

تجاسرت
ألغيب كل مواعيد قتلي
ولذت بصدر الطفولة
دخلت كتاب النبيي نقسرا
ومن بابه المستباح

وكان الصباح غبيا , ونحن سيوف القبيله
صرخت افتحوا
حاورتني عيون الضغينه
ومرت علينا الحوافر , ليلا
تجاسرت , لم أترك السيف يمضي
تيممت بالجرح
كانت مياه المدينة سما وقارا
فتحت كتاب الصعاليك عند المساء
كتبت حروفي الشريده
وعند انحسار النعاس عن المقلتين
قرأت مواعيد قتلي بصدر الجريده
تجاسرت , حاصرت سيف الخليفة في غمده
حاصرتني الخيول
وأفصحت عن رغبتي في الدخول
كانت الخيل والسيف والليل حلما
وباض الخليفة في جنده
حاصرتني الخيول
تلكأ جرحي المثار بباب المدائن
ليشحذ سيف الجياع
ليسرد نكتته الباقيه
ولكن غمد الخليفة في اللحظة التاليه
يكبل جرحي
تناثرت في خبر الأرض لما كتبت المدائن
محوت اسمنا من كتاب السلاطين
كان المداد من الدمع
صارت دماء الرجال كتابه
تجاسرت , واخترت صيغة موتي
لبست وشاح الرعونه
ترافقت والدرب عبر القرون الحزينة
حتى انثني السيف في هامتي
إن في السيف شرخا
وفي الغمد طعم الليونه
وألغيت كل مواعيد قتلي
تجاسرت , صرت احتضارا لهم
عانقتني جراح الرياح
وحين أتوا
قلت : حاولت تغيير كل التضاريس فيعهد كم
قاطعوني
وسنوا القوانين ضدي
تجاسرت , لكن هم جردوا السيف من غمده
حاصرتني الخيول
ولما أتت لحظة الموت كنت قتيلا على الأرصفه
عرضة للنكات السخيفة والضحكة النازفه
تجاسرت واخترت ساعة موتي
ولكن هم عاجلوني بسيف الخليفه
كان الصدأ
يأكل السيف في غمده
لم تكن جثتي
كان سيفا قتيلا

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى