إبداع خالـد الشيخ كالبورصة ..
محكوم بقيمة الشيك !!
في صبيحة اليوم التالي لصدور العدد رقم 209 من مجلة " حياة الناس" صادفنا
يا أخي خالد الشيخ أصبح من النماذج التي تعمل أكثر وتبدع أكثر كلما زادت قيمة الشيك!!
ثم وضع يده على فمه وسحبني إلى جوار الجدار البعيد وأخذ عادل يهمس : " أنا وخالد الشيخ أصدقاء من زمن الجفاف والسنين العجاف التي لحقت بالشيخ الملحن وقدمت له ألبوماً واحداً لم يحقق النجاح المطلوب في الأسواق مما دفع المنتج الشاعر إلى سحبه رغم أن معظم الألحان لخالد الشيخ… هذا الرجل مع أنه يقود دفة هذا العمل لم يستطع آنذاك أن يجعلنا نشترك ونذوق طعم النجاح إلا في لحن فقط وكان مقدمة مسلسل " أولاد أبو جاسم " وأعتقد أن خالد " يملك جواباً أكثر وضوحاً لو سأله أحدكم كيف يسقط شريط وتنجح أغنية عبارة عن مقدمة مسلسل.
وعن تجربته مع خالد الشيخ منذ البداية ، قال عادل: " كنت ولا زلت أومن بأننا نستطيع صنع معجزة فنية جديدة من نوع جديد وذلك لأنني أعرف تماماً من هو خالد الشيخ وهو يعرف أيضاً من هو عادل الخميس… ففي البدايات كان خالد الشيخ يبحث عن أناس يؤمنون بموهبته ويساعدونه على تفجير طاقاته ، فكنا نتبادل الدندنة كما نتبادل وجبات الطعام والابتسامات وجمعتنا " المنامة" و " القاهرة " كثيراً حتى صافحنا جماهيرنا بواسطة شريط يحوي مجموعة من الأغاني كنت أراهن على نجاحها بكل قوة… وليس لأنني اجتهدت في تنفيذ الألحان بل لأنني كنت أعتمد كثيراً على وجود خالد الشيخ وكانت قوة المراهنة تعتمد على وجود الشيخ أيضاً، فلقد كنت أثق به كثيرا لدرجة أنني لم أعترض على جزء بل كنت أوافق على كل ما يقوله خالد حتى وإن صاح داخلي جرس الإنذار والتحذير… فخالد آنذاك كان عبارة عن شعلة من النشاط والحماس يجعل الجماد قبل الإنسان يشعر أن هذا الرجل باستطاعته أن يفعل الكثير… ولكن خسرت الرهان وتعثر الشريط ووقعت في متاعب فنية وبعد ذلك لم يكلف خالد نفسه السؤال عن تفاصيلها.
أعتقد أن "خالد" كان يعرف بأن ذلك الشريط لم يكن لينجح فهو لم يكن آنذاك واثقاً من إمكانية قبول الناس لأسلوب الجديد في اللحن والتوزيع.
ولكن خالد الشيخ يصر على أنه غاب كل هذه السنوات من أجل أن يتعلم ويأتي بأساليب جديدة..
خالد الشيخ منذ سنوات يحاول جاهداً تغريب التخت الشرقي ويريد منا أن ننسى من أجل عيونه أساسيات من الصعب تجاهلها مثل الخبيتي والرحبة والشكشكة ويحاول أيضاً أن يجرفنا نحو طريقة جديدة من الأداء واللحن المصبوغ بألوان الغرب.
إذا ماذا يريد منك خالد الشيخ بالتحديد ؟!
خالد الشيخ يريدني أن أهدم الذي بنيته، يريدني أن أخرج عن الإطار الذي عشقني من خلاله الناس … كل الذي يهمه أن أتبع طريقته وتجاربه في تغريب التخت الشرقي وتكرار الفشل … وطبعاً هذا شئ مخيف جداً.. فأنا أخاف أن يستغلني خالد الشيخ مرة أخرى كتجربة جديدة لأسلوب جديد في الغناء والتوزيع واللحن فإذا سقطت التجربة سيسقط معها عادل الخميس إلى الأبد بينما يستمر خالد في تجاربه. فأنا أعرف جمهوري ولست أريد أن أكرر الفشل مرة أخرى مع خالد الشيخ.
هل يعني هذا أنك لم تعد ترغب في الاشتراك مع خالد الشيخ في عمل جديدة؟!
لا أنا ولا هو نمتلك المقدرة على الابتعاد فكلانا يعرف مقدرات بشكل جيد جداً ويأمل العمل معه.
فخالد كنز من الألحان ونحن فقط كمطربين قادرين على تعريف الناس بهذا الكنز وتقديره.
كما إن خالد الشيخ من النوع الذي يساعدك على اختصار الزمن والقفز إلى القمة يريد فقط عندما يريد.فقط عندما يريد.
والحقيقة أنني لم أنس أو أتجاهل خالد الشيخ عندما هرب عنه الجميع وأرجو أن لا ينساني عندما هرول نحوه الآخرون.
إذا أنت تحاول القول أن خالد الشيخ تغير كإنسان قبل أن يطور مهاراته كفنان؟!
بالتأكيد … فلقد عاد الشيخ بعصا جديدة يستخدمها لفرض اللحن على الفنان بكل قوة .. كما انه بات يتقبل أن يعبث المطرب باللحن كيفما يشاء ، طالما أنه دفع قيمة عالية ولقد حدث مؤخراً أن أخذ أحد المطربين الكبار عدة ألحان من الشيخ وعندما غناها جعلنا نقول : لم يعد الشيخ كما كان فلقد تنازل عن أحد أهم مبادئه وهو تأدية اللحن كما هو… ولكن لزمن سطوة هدت عزم الشيخ، عندما عاد محمد عبده كإمبراطور عظيم استطاع أن يهزم الأولين والآخرين … عاد فناناً عظيماً وإنساناً أعظم … ليت الشيخ يعود لنفسه فنحن النور الذي يدل الناس على المصباح الذي يملكه.. ويدرك بأننا لم نعد فراشات لكي نحترق ولدينا تجاربنا ولدينا تجاربنا ومقدرتنا على معرفة ماذا يريد الجمهور. وسيظل خالد الشيخ مديناً لي بمجموعة من الألحان بدلاً من تلك التي تعثرت ولم تلاق رواجاً لأنه قال لي آنذاك سوف أزودك بألحان ناجحة ولكن إلى الآن لم أنل منه إلا الهمز واللمز… والله يسامحك أيها الشيخ الذي تجاهل بأنني أعرفه منذ عهد بعيد.
ألا تعتقد بأن إقحام خالد الشيخ أسمك في لقاء صحفي يعني مدى اهتمامه بك وقربك من ذاكرته بحيث انك كنت الاسم الأول دون زملائك … هل يعني ذلك أن خالد الشيخ يخفي وراء الكلمات القاسية تقديراً لعادل الخميس؟
هو إنسان رغم كل الصفات التي تحسب له أو عليه … يظل إنساناً متميزاً دائماً حتى كيفية التعبير عن الغضب … فهو كالمطر. أسم واحد وعدة ظواهر في آن رعد وبرق ومطر…
يقول خالد الشيخ إنه قال لك أشياء مفيدة لدرجة أنه يحاول أن يقرص أذنك عبر الصحافة ولكنك لم تهتم به كثيراً … ترى ما هي هذه الأشياء التي أجهد خالد الشيخ نفسه من أجل أن يقولها لعادل الخميس؟
خالد الشيخ لم يدرك بعد بأن أسرتي تأتي في المقام الأول وهي الاهتمام الأول فصرخات ابنتي شذا وشيما أهم مليون مرة من مناداة خالد الشيخ أو غيره.. ولعل خالد الشيخ ليس ملما بالمتاعب التي لحقت بي من سوء الحظ الذي لازمني مع شركات الانتاج فهذه الشركات إلى الآن لم تنجح في إيجاد قاعدة ثابتة للتعامل ولا أذيع سراً إذا قلت بأنني أشعر بعدم ارتياح لكل التجارب السابقة مع شركات الانتاج ولكن في الوقت نفسه لم أفقد الأمل ، بعد في الوصول إلى عقد يعطيني مجالاً أوسع للتفرغ لجمهوري وفني. ربما خالد الشيخ يريدني أن أمتلك المقدرة على فصل همومي الأسرية عن همومي الفنية ولكن ليت شيخنا الموسيقار يدرك بأنني لولا الحنان والعطف الذي أجدها داخل أسرتي لما استطعت أن أصمد في الساحة إلى هذه اللحظة ولولا عناية أسرتي لوجدتني أبكي على البمبرة والتينة!
وعندما أعلن المذيع الداخلي قرب موعد الإقلاع أعطاني عادل ورقة مكتوبة عليها رسالة لخالد الشيخ " أحبك وأحب العمل معك، وسعيد بوجودك في ساحة الغناء الخليجي ولكن يا شيخ الملحنين حكمتي في الحياة تقول " شذى أهم من خالد الشيخ "!
|