وجــوه

وجوه وثـلاثة

د. عبد اللطيف جاسم كانو
الأيام - 18/3/97

معرض " وجوه" الذي افتتحه سعادة الأستاذ الأخ محمد إبراهيم المطوع وزير شئون مجلس الوزراء و الإعلام والمقام حاليا والى آخر شهر مارس " في مركز الفنون لوزارة الإعلام، هو لثلاثة من خيرة الفنانين المبدعين المتميزين في مجال فنه وتخصصه ومهنته و إبداعه، فقد جمع هذا المعرض العجيب ثلاثة فنون حضارية راقية في إطار فريد رائع جمع الكفاءة والمقدرة والخبرة والفن الرفيع المبدع فقد اشترك الشعر والموسيقى والفن التشكيلي المطعم بالخط العربي المجود في منظومة فنية رائعة نادرة، وقد تكون الأولى من نوعها في العالم فقد كان المعرض لثلاثة من الفرسان المبدعين أبناء البحرين العزيزة، هم الأخوة الشاعر الأديب الأستاذ المبدع قاسم حداد، والفنان الموسيقى الرائع خالد الشيخ والفنان التشكيلي المتميز صاحب الألوان البديعة إبراهيم بو سعد.

وهكذا كن اللقاء من الأخوة المتميزين المبدعين صاغوا عملا فريدا من نوعه، رائداً بفكرته الحضارية المتقدمة وكانت البداية من أفكار الفنان إبراهيم بوسعد بريشته الناعمة على اللوحة الزيتية التي لم تكتمل إلا بالقوافي وبالأصوات والموسيقى المبدعة وهكذا كان التلاقي " أمام زمن يشرف على ثلاثة أعوام من العمل الهادئ والمتأجج معا ولم يكن سهلا ميسراً، فعمل من هذا النوع وبهذا المستوى الرفيع يحتاج إلى الوقت والتأمل والمثابرة والمتابعة وتعبره كما تحدثوا عنه : درجات مختلفة من المعاناة، تتراوح بين لذة الاكتشاف والخلق وضراوة الانتظار، وجميعنا كان على شفرة رهيفة من موت يشحذنا مثل النضال … لك كله مل يكن ليدفعنا إلى اليأس، على العكس، فقد كنا بين وقت وآخر نكتشف في تجربة الوقت، امتحانا ينبغي على الفنان أن ينجح في مجابهته بالصبر الجميل".

وقد يتساءل المرء ماذا يجمع بين هؤلاء الفرسان الثلاثة، ويأتي الجواب على لسان أديبهم من خلال لاءآت إيجابية يقولون فيها :

لا يجمع بيننا سوى الإيمان بأن حرية المخيلة هي شرط الإبداع الأول …
لا يجمع بيننا سوى شك في إن لا جديد تحت الشمس …
لا يجمع بيننا سوى اليقين بأن في الإمكان أحسن مما كان…
لا يجمع بيننا سوى الثقة بأن شيء ليس على ما يرام…
لا يجمع بيننا سوى شهوة لاكتشاف مجهول يغري بالذهاب إليه….
لا يجمع بيننا سوى لذة التجربة وتوق التعبير عن الذات، بما يجعل الفن جديداً مثل الطفولة وجدير مثل الحب.

أما عن هذه التجربة التي عبر عنها معرض (وجوه) عبر الرسم، والكلمة والموسيقى فهي :" هدم الفنون ( بوصفها تخوماً ) واعادة بنا من جديد (بوصفها أفقا) مولعون بالوقوف في مهب التجارب، عراة من جاهزية والرؤية والمواصفات. نضع أيدينا في صلصال يتحول وكتابة متغيرة وميلودي لا يعرف الثبات …. نعرف أن المسافة بين النص واللون والموسيقى تكون للتضاؤل كلما فتحنا حدودها على الأفق، فليس هذا المثلث غير علاقة الروح بالجسد".. التقى الأخوان الثلاثة فأبدعوا، فكانت تجربة مشتركة رائعة رائدة، اعجب بها من رآها وخاصة الزوار الأجانب وعلموا أن في البحرين فناً رفيعا متأصلا، فأعجبوا به وتبنوه ليعرض هذا المعرض بكاملة في عاصمة الفن والنور باريس الفرنسية، وبون الألمانية، وربما أماكن أخرى، ويا حبذا لو كانت في القاهرة وبيروت فهما عاصمتا الفن والإبداع العربيين، وفي إمكان هذه التجربة البحرينية الرائدة أن تكون رائدة في العالم العربي، ونجيب على السؤال المطروح وهو : كيف يمكن أن تتداخل وتتقاطع بهذا القدر من الاختلاف والمغايرة، من حيث طبيعتها التعبيرية ومن حيث تكوينها الفيزيائي ؟… هذا والله ولي التوفيق وهو الهادي والموفق والمعين.

 
 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى