وجــوه

وجوه البحرينية

لقد أتيحت لي الفرصة كي أتذوق رائعتك المميزة أنت وزملائك والتي أسميتموها " وجوه " أو التي حصلت نسخة مسجلة صوتيا ومكتوبة ومرسومة في كراسة مميزة، لقد شكرت زميلتي الآنسة / لطيفة على منحي تلك الفرصة بتقديمها لي تلك على شكل هدية كانت جميلة صنعت لي ليلا حميما افتقدته منذ زمن ليس بالقصير استدعيت خلاله تلك الوجوه التي أجابا للحظات على سؤالك المبضع " بشر أم غابة ؟ "

رغم أن هكذا عمل يحتاج الى وقت طويل ليستنفذ كل الحواس وما اختزنته الذاكرة، الا أنني قررت أن أكتب لك على عجالة لأهنئك و\أنت ورفاقك على هذا العمل الرائع ولا عملك أنه بانتهاء تجربتكم المخاض تفتحون في أثناء ولادة هذا العمل. ولأشكرك على هذا الوقت الذي منحتموه لي في زمن شح فيه الوقت الحر وفقدت عقارب الساعة لمساتها وحنانها.

قبل سنوات وبينما كنت أتذوق رائعة " أحمد العربي " التي صاغها الشاعر " محمود درويش " والموسيقار " مارسيل خليفة " سألت نفسي والقلق يساورني متى سنستقبل رائعة أخرى لهذين الصديقين، ومنذ ذلك الوقت وأنا أراقب وانتظر إلى أن جاءني الجواب من الطرف الأخر من عاملنا العربي من الخليج منك ومن خالج الشيخ وإبراهيم بوسعد والآخرين، ولا أدري أهي الصدفة الكامنة في اللاوعي أم هي ويعود إلى الوسط في شكل دائري يعلن أن كل القصص قصة واحدة بدايتها كل القصص ونهايتها كل القصص ولم تكن البداية عند البداية ولا النهاية عن النهاية، لحن يعلن عن المكان عن المكان ليعلو عن المكان والأشخاص والأسئلة ويعطي وقتاً للفرد الذي هو أنا وللجماعة التي هي نحن وأحيانا يتداخل أنا مع نحن ليعلو تارة صوتي وتارة أخرى صوتهم، ويستمر التشابه لا يكتمل إلا بودها، ورغم هذا التشابه إلا أن ذكاءكم في أن يقرأ الشعر شاعر مثل أودنيس وأن تضاف رسوم إلى اللوحات بشكل لا ينفصل عن نسيج العمل رفع هذا العمل عن " أحمد العربي " درجة أعلى باتجاه التكامل وإن كنت متأكدا أنه زاد من ألم المخاض وزاد من متعتي.

اعذرني على ذلك الكلام المختصر لأنك أنت وأصدقائك تستحقون وقتاً أكثر وكلاماً أكثر علنا ندفعكم الى المزيد من الأعمال فنحن متعطشون لمن يكتبنا ورسمنا ويصرخنا لحناً فقد نستعيد قليلا من ذلك الذي انطفأ قليلا . لأم تكن تلك أجمل ؟ أعيدوا لنا تلك اللحظات ! ولا تظنوا أنكم تسبحون خارج السرب كما يريد البعض أن يوهمكم، بل على العكس فان قلوب الناس ما زالت أبواب مفتوحة وليست موصدة، وخصوصا بعد أن جربت ذلك المغلق المقيد الخائف المتردد. لقد استنزفني " أحمد العربي " سنوات حتى انتزعت منه كل ذلك الغزير السهل الممتنع الذي يريد أن تقوله لنا وعندي انطباع ان " وجوه " سيعيش معي سنوات لكي أستطيع التعرف على كل الوجوه وأفك تشابكها.

وأخيراً وليس أخراً، شكراً لذلك الوقت ! وسلام خال الى خالد الشيخ الذي كان يوماً ما زميلاً لي في جامعة الكويت.

عماد عمر
اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا
قسم الإحصاء
ص ب 927115

عمان الأردن

 
 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى