وجــوه

العمل الفني الجماعي، الغني والجميل

عبد الله خليفة

اشترك الشاعر قاسم حداد مع الفنانين التشكيلي إبراهيم بوسعد والموسيقى المغني خالد الشيخ في تجربة إبداعية جماعية واسعة وعميقة ، تعددت مظاهرها.

ففي الثامن من مارس افتتح وزير الإعلام البحريني الأستاذ محمد المطوع معرض الفنان إبراهيم بوسعد المسمي "وجوه " المأخوذ عن قصيدة واسعة لقاسم حداد ، وفي أثناء الاحتفال كان شريط عنائي لخالد الشيخ يصدح في الاحتفال ، وهو أيضا عناء لمقاطع هامة من قصيدة قاسم المذكورة .

بعدها وبشكل عفوي، تحول هذا العرض الفريد الى مسرحية متكاملة بفضل جهود المخرج عبد الله يوسف وقد عرضت المسرحية حيث فازت مهرجان المسرح الخليجي ، الذي نظم مؤخرا في الكويت، حيث فازت بجائزة افضل مؤلف وجائزة افضل مخرج وجائزة أفضل ممثلة لدور ثاني .

هنا .. قراءة من زاويتين مختلفتين لـ .. " وجوه"

بؤرة العمل الإبداعي كانت قصيدة قاسم حداد، التي يتحاور فيها مع ذاته والعالم ، حيث يقوم. فيها باستدعاء ذاكرته وشريط تسجيلي طويل . ناري اللغة ، مكثف الصور، عن مرحلة قررت فيها الصقور التحليق في سماء الحرية. فامتدت إليها النصال من جهات كثيرة.

في القصيدة حوار منولوجي طويل، وحوار خارجي متفجر، وقصص وتداعيات، وانفجارات بلغة صورية سريعة ، تجمع بين المألوف والخارق، بين السرد والقطع.

إنها تعجن الزمان والمكان لتسافر في الذاكرة ، في اعتقال السرب وتجميده في الحديد.

يبدأ قاسم من الوطن :
جحيم يسمونه بلاد،
حينا يقال له الوطن،
و غالبا يحمله الشخص مثل خيط .ا~ من الأوسمة.
لن تعرف ما إذا كنت سيدا في هذا الجحيم أم عبدا
ادخل
في الخدر أيها الفارس الوحيد،
ادخل بين وركيك مدنية ومهاميز وقتل كثير
لأجل القتال
ساحاتك يهندسها روم كثيرون لأجل القتال
بين كتفيك بيت تلعب فيه الجيوش
ويغشاه نحيب الغزاة.

مقاطع كثيرة ، ومريرة ، دخول إلى جهات، قراءة للتجربة العربية حيث الزنزانة هي السيدة الأولى، والقصيدة هي بحث عن كل هذه (الوجوه ) التي مرت في الزنزانة، إنها وجوه الأصدقاء الذين يتحولون إلى نصال أو شهداء.وقد قام الفنان إبراهيم بوسعد بتصوير هذه الوجوه المحبوسة في معرض ، حيث المعرض عبارة عن زنازن واسعة كبيرة، فيها رجال محبوسون وآثار كتاباتهم وأوراقهم ووجوههم..
والوجوه هنا لوحات عميقة رائعة هي اجمل ما ابتكره الفنان بوسعد، حيث شكلها بسمات غريبة ، وبألوان هي من ابتكاراته الخاصة. ولكنها بملامح ضارية المعاناة ، خصوصيا السمات.

وقد قام خالد الشيخ بتلحين مقاطع من هذه القصيدة ، هي في الهيكل العضوي لحركة النوارس وطيرانها لأجل الحرية ، لتصاب بالعبودية لكنها تظل تخلق.
استخدم خالد الغناء الكورالي، ووضع قراءات لادونيس الشاعر العربي الكبير لبعض مقاطع قصيدة قاسم حداد، ووزع كلماتها المجموعة المغنية البحرينية هدى عبد الله .

جاء الشريط الموسيقي كذروة في هذا العمل الفني الجماعي، الجميل والغني.

 
 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى