وجــوه

وجوه جنائزية

ثريا البقصمي

" وجوه " * البحرينية، كانت خضراء ممطوطة تذكرني ببشر هلاميين، هبطوا علينا من كوكب بعيد، عيونهم المجوفة تنزف ألما، " وجوه " سبحت في لفائف الأدعية والنذور، واحجبة السحر، جباه معروقة طوقتها شرائط نذور أضرحة أولياء " المحرق " .
جنائزية عاشورائية تقتحم أكفانا بيضاء ملطخة بهلوسات النزع الأخير، نعوش مبرقشة بحناء عروس لم تزف !! نعش ينتظر جثة لفظها حائط الطين.

أنين احتفالية الموت القسري غرق في فلسفة داكنة من أوراق زخرفت " قبر قاسم " حملتها الريح المجنونة، لتفضح أسرار موته !!

بشغف عجيب تقمصت دور المتفرجة .
أجساد الممثلين الخارجين من رحم لوحات " إبراهيم بوسعد " كانت تلتصق في حميمية ثم تتنافر كمن أصيب في تيار كهربائي، نغصني التيار، وصلتني شحنة الألم المقبور في الصدور، حاصرتني إشعار " قاسم حداد " ، صوت " أدونيس " المنبعث من قبر مفتوح، غنائية " خالد الشيخ " ، نحيب " أحلام " وحرائق الحب المشتعلة في الأجساد الراقصة حاصرتني وجوه متدلية من سقف المسرح لفنان البحريني إبراهيم بوسعد الذي ذاب في بوتقة أشعار قاسم حداد وخرج منها محمولا في جنازة ملونة . . الوجوه المعذبة استرحمتني أن انقل نظري إلى ساحة التمثيل واكف عن تعذيبها بنظراتي المشفوعة بدهشة الطفولة، في التعرف على إبداعات فنان يعيش في قلب البحر ضريحه قماش ابيض غزلته الريح .

" وجوه " بعد انتهاء عرضها، حشرت في صناديق خشبية لتعود للأرض التي أنجبت مبدعيها، تمنيت آن تعرض تلك التجربة المعجونة بالحداثة شعرا وتشكيلا ومسرحا، وان تحتضنها صالة عرض فنية، فتساهم في رفع منسوب الإبداع لدينا.
" وجوه " البحرينية طائرا أجنحته قصيدة ولوحة ورقصة وغناء شجي، " وجوه " حركت الشجن في داخلي، الرسالة وصلت قبل انتهاء تشييع الجنازة !!

 
 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى