إسحاق الشيخ يعقوب

انخفض أمامي برفق وأدب - صديقي حافظ - متسائلا : بود: ولكن كيف تيهيأ لك أن ألا تشاهد معرض " وجوه " فهو رائد مجدد في عرضه و أدائه ولغته وموسيقاه: معرض تشكيل جماعى تلونت فيه فرشاة إبراهيم بوسعد وتناغمت معه الموسيقى... واللغة والمشعر والأداء الرائع ... وشجن بحة الصوت و إلقاء ادونيس المميز!!

حزنت لمشاهدة ما فاتني وندمت على ضياع فرصة قد تضعني أمام تأمل ذهني ممتع مفيد!! ولكن صديقي " حافظ " استل برفق من حافظة راحلته شريط " كاسيت " ودسه فى خابية سترتي قائلا : ما عليك سوف تستمتع بتفجر لغة شر و قاسم حداد وموسيقى خالد الشيخ وصوت هدى عبد الله و إلقاء ادونيس وأردف قائلا أرجوك كرر الاستماع - مرة واحدة لا تكفي - حتى تنغمر وتحلق روحيا ويشعل الصوت والميلوديا والشعر والموسيقى و أداء رتم الإلقاء وسوف تطوف روحك بعيدا بعيدا على جناحي فراشة ملونة متيمة !!

حقا إن تداخل اللحن والصوت وانسياب الموسيقى وتماوج شجن حنجرة الفحولة والأنوثة وتفجر المفردة الشعرية ورتم الإلقاء وارتعاشات هارمونية أدائية التناوب تشكل دفنا روحيا يتسلل إلى النفس شيئا فشيئا إلى أن يتشظى في ذاكرة المستمع وفي تضاريس أبعاد زمنية غابرة وشيكة الحضور والارتطام بالمجهول !!
المفردة لتفجر والموسيقى تتماوج وردح الالقاء " يتواتر واللحن يكون يتلو وفقا لإيقاعات وتائر ادائية الرتم وعلى مائدة هذا الأداء الفني الجميل ألاحق المفردة الشعرية المنحوتة نحتا من صخور شلالات اللغة دون أن أمسك بالمعنى "!!" إذا لم تضمر المعنى وتضمخه بعافية إيماءة تنزع إلى كسر قيد الإنسان فالخواء يعانق مثل هذه المفردة !!

إن الشعر والموسيقى والغناء و الأداء والقاء تتشكل مفرداتها في المعنى وإذا انفرط عقد الممنى تحول هذا الأداء الفني "الجميل" الى عبثية ونيهيلية مذمومة!!

إن تفجر اللغة هذا يعني أن تفجر المعنى وتقتحم الباطل وتزج بالمفردة المقاتلة المضمخة بهاجس الوعي الاجتماعى فى الوعي !! والمفردة المفرغة من المعنى كجنة بلا روح أنها أطلت من الحياة ومن خطب ضرورة المعنى وان تجريدها ونفخها بالعبث واللامعنى هو خطب يراد تداركه واحتواؤها وخنفة فنيا !!

كم هو جميل - يا صديقي حافظ - أن تتفجر الموسيقى ومفردة الشعر والغناء والصوت والأداء والإلقاء فرشاة الفنان في وجه قبح اللامعنى .. وملاحقته أينما حل و أزهر فى ضمير مفردة الأمة !!@