أحمد الواصل

هدى عبد الله كانت الصوت النسائي المشارك في عمل (وجوه) شعر: قاسم حداد، موسيقى. خالد الشيخ.. ذلك العمل الذي قال مبدعوه منه:.. لا نطالب الا بإصغاء جميل ونأمل نشيط المخيلة لما تقترحه هذه التجربة، فلدينا من الوقت ما يكفي لكي، يتأكد مما نحن ذاهبون إليه ويثق الآخرون بأننا لا ندعوهم لنزهة مترفة، لكن، إلى حوار مبدعين في جنة التجربة..".
هدى عبد الله.. صوت بحريني.. يصنف من الطبقة النسائية المنخفضة يدعى معجميا (رنان) نالت درجة البكالوريوس (قسم أصوات ) من المعهد العالي للموسيقى العربية - مصر.
فمن مؤسسي فرقة أجراس التي تضم من عائلة زيمان.. الأخوين سلمان (مغن وملحن ) خلفة (موسيقي، مغن ) والأخوات المغنيات مريم، شريفة، بدرية، سلوى.. واخرين، المغني فوزي الشاعر، الملحن محمد باقر، علي الديري..

لها اسطوانتان مفردتان (هدى عبدالله _ 1990م )، (تقصيت الخبر- 1965م ) إنتاج النظائر وشاركت في (أم الجدائل 1989 م) وغريبان (محمود درويش _ خليفة زيمان ) و(أجراس - 1992م ) مغناة يمه أرضك (مسفر الدوسري - سلمان وخليفة زيمان).
في (وجوه ) المرة الأولى لتلتقي بموسيقى خالد الشيخ، فقد غنت قبلة من جيلة خليفة زيمان (ابرز أعمالها أهمها) وضمن ملحني الفرقة محمد باقر، جابر علي.. ومن تونس محمد الغربي..

تظل تجربة هدى.. خطيرة و ميزتها تبشر من خلال غنائها لألحان في خليفة (وهو زوجها) بوجود أساتذة يكونون لمدرسة خليجيا طليعية الموسيقى والغناء.

تعاون خالد وصوت هدى. مسالة مهمة لخالد.. الذي تعاون مختلف أصوات نسائية أخرى من بلدة سعاد حسن (اعتزلت بعد زواجها) سعاد الحايكي، مريم زيمان الأخيرتان شاركتاه في (ملفي الأجاويد) ومن الكويت العنود والمغرب رجاء بالمليح بحوارية (زنابق لمزهرية فيروز)

هدى وجوه.. أول تعاون وخالد الشيخ و عبر الشيخ.. عن ذلك " هدى.. في مشروعي إلى منطقة تعبيرية مختلفة.." اذ لابد من منطقة أخرى مختلفة على غير مناطق تعبيرية خاضتها والملحنين المذكورين فالاختلاف الجماعي المتعدد.. لصالح الفن الجميل المرتقى بالإنسانية.

إذن، إلى غير حالة.. إلى حالات من الوعي بعمق هم الموسيقى والغناء.. ترحل هدى إلى تلك المجاهل.. من شواطئ قد تعرف..

وعندما سألت هدى، لماذا خالد.. الآن لم يكن قبل أو بعد..؟ وهدى لها عشرون عاما في الغناء أبدت : " لم أتعاون معه إلا وإحساسي بنضوجة الموسيقى خالد يمكنه تقديم موسيقى هي الجو المناسب لهدى..".

وحول سؤالها عن ضيق المساحات التي تعرف بها في البحرين والدول العربية، تقول " المهم ما هو الشيء الذي أقدمه.. بلا تداعيات رخيصة.."

هدى وخالد في ثالث لوحة من (وجوه ) يتحاور ان عن الفقد والشغف (كما وضعت)
وتضيف :" تأكدت كثيرا أن ثمة من يحترم ما أقدمه من عمل فني، لأنني احترمت الفن قبل كل شئ قبل كل شيء، لن أقبل بفن للإمتاع اللحظي".

ويبين إحساس الملتزمة بالمبدأ على أي ضغط.. " ثقتي بخالد جعلتني أخطو هذه الخطوة التجربة الجديدة.. قناعتي بالعمل دافع كبير لي، شخصيتي لم تأت من حيث لا أدري، وثقافتي لذا أنا أقدمت على وجوه.."
لعل هدى راحت بشعر موسيقى، قاسم خالد:
كل هذي الوجوه الصغير نعرفها.
واحداً واحداً
والطيور الحبيسة مشحونة بالمرايا
وموعودة بالصور
لكي يكون الوله الخليجي صورة تقوم لتفوح من أردانها ( يامال ) الذهاب.. وأياب (توب.. توب يا بحر)..