صحافة
جائزة سلطان العويس

الشاعر البحريني قاسم حداد: الانترنت أعطت لكتابتي جمالاً خاصاً

سيد محمود حسن
(القاهرة)

لم يكن مفاجئا أن يفوز الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد بجائزة الشعر ضمن مجموعة الجوائز التي منحتها مؤسسة سلطان العويس. وبهذه المناسبة يلقى الضوء على تجربته و التجربة الشعرية في البحرين في هذه الشهادة.

المشهد الشعري في المنطقة ككل وليس في البحرين فقط ممتزج برموز وأسماء عديدة لا يجوز اختزالها في اسم فرد ويبدو لي أن طبيعة الهاجس الشخصي والملاقاة الحميمة الواسعة بالشعراء في المنطقة ككل صنعت هذه المسئولية لأنها وضمت بعض التجارب في موقع يتجاوز مسئولية الشخص ولحسن الحظ أن هذه الشمولية لم تكن مرتبطة بوظيفة رسمية فقد حرصت على ربط تجارب الشعر البحريني بكل محاولات التجديد الشعري في العالم العريى كله ولكن ما أعطى للتجربة البحرينية خصوصيتها أننا جعلنا مفاهيم التجديد ترتبط بسياق ثقافي واجتماعي خاص يطال كل أمور المجتمع رافقه نهوض سياسي في فترة الستينيات التي شهدت بواكير تجارب التجديد الشعري في المنطق. المؤكد بالنسبة لي أنها تجربة لم تتأسس على فراغ فقد كانت متصلة بمنجزات الشعر العربي بروافده المختلفة فالحس الثقافي والسياسي في البحرين هو حصى عريي بالأساس ولذلك لم نكن خارج ما يحدث في النص العربي من تطورات، فق! كلا في حاجة إلى نص بحريني تنطلق منه التجربة. وعن تجربته يقول: أظن أن تجربتي سلسلة متواصلة اختلفت فيها المخيلة ولا شك تغيرت لغة التعبير و ألوانه الممل، صارت هناك ثقة في ضرورة فرض التجربة الذاتية في النص فأنا أعتقد أنه كلما استطاع الشاعر أن يعبر عن ذاته بصدق وثقة استطاع التعبير عن الكون والعالم. شيئ أخر ألاحظه وهو أنه ريما انحسرت السياسة وغابت عن نصوصي الأخيرة ريما بوعي أحيانا ولا وعى في أحيان أخرى وينحسر الخضوع والاستسلام لكل ما هو جاهز وتغيب الموعظة وهو ما يعنى تغيير مفهوم الشعرية ذاتها ففي تجربتي تم تجاوز كل ما يتعلق بالتمايزات النوعية للنوع الأدبي وعلاقة الشكل بالمضمون بحيث أصبح الحضور الشعري هو ما يميز النص وأن كل أشكال التعبير بات بالامكان إدراجها داخل هذا النص بعد مغامرة كتاب "الجواشن" على سبيل المثال الذي أراه دليلا على كل ذلك فتجربتي تقترح أشياعا الخاصة وتعمل على بلورتها تدريجيا داخل نص له أفق مفتوح وما يدعم هذا التطور هو عدم الخضوع لمستقرات الأشكال فثمة تبرد دائم ويحث عن أي جديد يمكن اكتشافه يضيف متعة جديدة للقارئ. ويستطرد حداد قائلا: لدى إحساس بأننا نعانى طوال الوقت من مسافة بيننا ويلون الأشياء التي نعيشها فنحن نتحدث عن مسافة بيننا وبين الحضارة وأخرى بيننا ويين الحياة أو النص وغير ذلك من المائيات وهذه المسافات المعنوية والنفسية تضاعفت عندي بعد اكتشافي لفضاءات أخرى مادية متخيلة مثل. الإنترنت" وبدأت أتساءل إلى أي حد نحن قادرون على أن نكون جزءا من هذا العالم الذي يتيح يوميا مئات المعارف الجديدة والتي للأسف تخلق مسافة جديدة بفضلها امتزجت عندي المعرفة العلمية على صعيد مستحدثات وسائل الاتصال والنشر مع الإحساس الإنساني بشكل الحياة العربية اليومية من غياب الحريات وبدأت البحث عن وسيلة لعلاج كل هذه المسافات ولكن بالشرط الإنساني واكتشاف العلاقة بين الشعر والعلم وتأكد يقيني بضرورة تواصل الشاعر والفنان بمستجدات الملم والمعرفة إنها تضيف لها فضاءات أبداعية جديدة فما عاد على الشاعر أن يكتب شعرا فقط أو أن يكتفي بفهم مجتمعه فهما أدبيا وإنما بات في حاجة لامتلاك معرفة تقنية جديدة ص المكون الأساسي لثقافة المستقبل. فالمستقبل المرتبط بالمعرفة العلمية لا يمكن تفاديه ولا يمكن الذهاب إليه بالشعر فقط. أما عن تعبير علاج المسافة ذاته فقد اكتشفته في نص تراثي قديم ضمن كتاب عن شيعة العراق وهو تعبير صوفي وجد لدى قبولا وقدم لي حلا عن تساؤلات شغلتني لضرورة عبور المسافة التي تحدثت عنها وأعتقد أننا في حاجة لوصل تراثنا الحضاري الفني بهذه المعرفة التقنية الجديدة أنظر دائما الى هذه الوسائط نظرة الشاعر الى الأشياء التي تنمي المخيلة، فأرى أن الإنترنت حققت لي شرطين مهمين في حياتي هما الحرية بلا حدود والجمال الفني " فهناك برمجيات عديدة تستجيب لمخيلة الشاعر وأتساءل دائما كيف يمكن الاستفادة من هذا الفضاء لإغناء الكتابة لأنه فضاء يتيح لياقة إطلاق الخيال بحرية لا نهائية ولياقة مطلوبة لشعراء عالمنا العرب على وجه التحديد. ولذلك لا أرتاح لمن يقولون أن هذه الوسائل العلمية تفسد الخيال الإبداعي لأنني أراها وساء! ص نتاج للخيال بشكل أساسى وأعتقد أن الاستسلام لهذه المقولات يؤكد أننا نتمتع بيقين البهائم للدرجة التي تجملنا خارج عصرنا تماما.@

الأهرام العربي - 1 ديسمبر 2001

السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى