العربي تفوز

ضوء

عبد العزيز الصعقبي
(السعودية)

هل عرف الوسط الثقافي أهمية المجلات الدورية، سؤال لا يحتاج إلى إجابة طويلة، فكل من يهوى القراءة من المؤكد أن تكون علاقته بالكتاب والمجلة الدورية قوية، ولكن من المؤكد أن الدورية دائماً تتسم بالجدة لكونها تصدر في فترات زمنية معينة ومنتظمة،لذا فقد عرف كثير من المؤسسات الثقافية أهميتها، حيث نرى أن أول معلومة تقدمها الجامعات الغربية عن نفسها هي عدد عناوين الدوريات التي تزخر بها مكتباتها، لذا فليس غريباً عندما قررت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية منح جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للدورة الحالية (السابعة 2000ـ 2001) لمجلة العربي الكويتية، تثمينا لدورها الرائد في الثقافة العربية الجادة والرصينة، وخدمتها في نشر الوعي بين المواطنين على مدى الوطن العربي وعبر أكثر من أربعة عقود، ولما تمثله المجلة من قيمة حضارية عربية وبوصفها مجلة تنوير، وقد لعبت وتلعب دورا رياديا في تعريف العرب كافة بوطنهم العربي، وربطهم بالثقافة العربية والعالمية في آن واحد، إضافة لترويجها المنهج العلمي والعقلاني في الثقافة العربية، هذا الكلام ذكره عبدالحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في بيان صحفي جاء إثر اتخاذ مجلس أمناء المؤسسة هذا القرار، وأضاف أيضاً: (إن المجلس قرر ولأول مرة في تاريخ المؤسسة منح جائزة الإنجاز في هذه الدورة لمؤسسة ثقافية بعد أن منحت في الدورات السابقة لعدد من الأدباء والمفكرين والشعراء، وذلك تكريما لدور وأهمية هذه المؤسسات، ومن أجل تسليط الضوء على منجزاتها)
حقيقة الحديث عن مجلة العربي يطول فتاريخها حافل بالتواصل مع المواطن العربي من الخليج إلى المحيط، حيث كانت نافذة شهرية تطل على أماكن مختلفة بالوطن العربي، إضافة إلى تميز كتابها ورؤساء التحرير الذي أشرفوا عليها بدءا من أحمد زكي وانتهاء بسليمان العسكري.
وهنا أتساءل كيف تكسب المجلة الدورية ثقة القارئ، ربما من أهم الأشياء تحديد الرؤية والتوجه، هل تكون متخصصة أو عامة، وما هي الشريحة الموجهة لها هل هم فئة الأكاديميين أو الباحثين أو عامة الناس ؟.. من المهم أيضاً الابتعاد عن الأدلجة، وعدم الوقوع في وكر السياسة والمواقف العدائية الجاهزة والتي بسببها تتحول المجلة إلى نشرة حزب وليس مجلة موجهة للجميع، الشيء المهم أيضاً لكسب ثقة القارئ استمرارية الصدور والالتزام بمواعيد الصدور.وللأسف هنالك دوريات جيدة يعيبها ويضعف تواصل القارئ معها عدم معرفة وقت صدورها ،فأحياناً تكون فصلية، وأحياناً تكون سنوية، وحقيقة هنالك مجلات عربية كثيرة عريقة ومتميزة ربما من أهمها مجلة الهلال في مصر والفيصل في المملكة ،إضافة إلى عدد كبير من المجلات الأدبية والثقافية التي تصدر في الوطن العربي، وأنا أقول فوز العربي بجائزة العويس فوز لكل هذه الدوريات العربية ودعوة لكل هيئة تحرير تشرف على بعض المجلات التي تواجه مشكلات بالصدور بأن تبحث عن أسباب فوز العربي واستمراريتها لأكثر من أربعة عقود.

جريدة الرياض الألكتروني- منتدى الكتاب
التاريخ: 2/6/2002 م