دبي ـ من عصام حمزة:
تقاسم الأديب السوري زكريا تامر والمصري محمد البساطي جائزة القصة والرواية والمسرحية التي منحتها مؤسسة سلطان العويس الأديب ورجل الأعمال الإماراتي الراحل للدورة السابعة 1002 و2002 التي أعلن عنها أمس الخميس.
كما ذهبت جائزة الشعر للشاعر البحريني قاسم حداد وجائزة الدراسات الأدبية والنقد لمحسن جاسم الموسوي من العراق والدراسات الإنسانية والمستقبلية لعبد الوهاب المسيري من مصر بينما تم تأجيل الإعلان عن جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة حتى يتم البت فيها حسبما أعلن متحدث باسم المؤسسة. وأشار المتحدث لرويترز ان مجموع الأدباء الذين رشحوا للجائزة البالغ قيمتها 005 ألف دولار أمريكي موزعة بالتساوي علي الأبواب الخمسة التي يشملها التكريم للدورة الحالية 1002 و2002 بلغ 306 مرشحين ينتمون لعدة دول عربية منها مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية والمغرب ولبنان وتونس وفلسطين والجزائر والكويت والسودان والإمارات والبحرين وليبيا واليمن وعمان وقطر. وقال عبد الله عبدا لقادر مدير مؤسسة سلطان العويس لرويترز ان الجائزة التي تمنح مرة كل سنتين والتي بدأ توزيعها للمرة الاولى عن عامي 8891و9891 ذهبت حتى الآن الى 54 مبدعا عربيا في كافة المجالات التي تغطيها الجائزة. وفي كلمة قبيل إعلان أسماء الفائزين قال سليمان الجاسم عضو مجلس أمناء الجائزة ان جائزة سلطان العويس لم تعد مجرد تكريم للمبدعين والباحثين فحسب وإنما أسست نهجا لهذا التكريم ومنحت بعدا إنسانيا للجهد الاستثنائي أعاد للإبداع قيمته في زمن يتعرض الإبداع الى أزمة في قيمته اجتماعيا... وقدرت الجائزة أصحاب القلم في زمن بات فيه القلم محاربا.. . وأضاف ان قيمة هذه الجائزة لا تنحصر في الفائزين بها ولكنها تلقي بظلالها الوارفة علي حياتنا فتدفع الحراك الثقافي باتجاه إعادة الاعتبار للوعي الإبداعي شعرا ونثرا وإعادة الاعتبار للبحث المستقبلي لما له من كبير الأثر علي مسيرتنا الفكرية وتسليط الضوء علي تراثنا المعرفي بشكل عام.. .
وفي شرحها لأسباب منح زكريا تامر جائزة القصة والرواية والمسرحية قالت لجنة التحكيم منذ أكثر من ثلاثين عاما وزكريا تامر يكتب هذا اللون من القصة القصيرة وإذا كانت مجموعته الأولي صهيل الجواد الأبيض قد صدرت في طبعتها الأولي عام 0691 فمعني ذلك ان الكاتب قد بدأ رحيله الكتابية في خمسينات القرن العشرين.. .
وقالت ليس طول الفترة من الإبداع هي التي تثير الانتباه إلا ان هذه النصوص الباهرة التي تشد قارئها وتجبره علي المتابعة المتحفزة والممتعة والقلقة هي التي تفعل فعلها... ان الكاتب زكريا تامر يمثل ظاهرة ربما تكون فريدة بين كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي فضلا عن كونه علي المستوي التاريخي يمثل جيل الرواد الأوائل في الوطن العربي فان استمراره وتدفقه في كتابة هذا الجنس الأدبي (القصة القصيرة) والإخلاص له والتنويعات التي ادخلها علي مجمل تقنياته وعدم التكرار في الموضوعات والزوايا التي يدخل من خلالها الى جسد النص هي التي تفسر بعضا من أسباب هذه الفرادة ... . وقالت عن الكاتب محمد البساطي الذي تقاسم الجائزة مع تامر يعد الكاتب البساطي واحدا من ابرز القصاصين العرب المعاصرين وأكثرهم عمقا وشاعرية وقد اختط لنفسه أسلوبا يحمل بصمته وظل يطوره ويبلوره حتى بلغ قمة النضج الفني في السنين الأخيرة... يتميز أسلوب البساطي بشاعرية اللغة وشاعرية البناء معا وبالتلميح والتعبير القوي المسكوت عنه وبالحساسية المرهفة لالتقاط التفاصيل الدالة والفتات الإنساني الواقعي الحافل بالتأثير دون الانحدار الى الإفراط العاطفي.. .
وقالت لجنة التحكيم ان الحيثيات التي حدت بها منح جائزة الشعر الى الشاعر البحريني قاسم حداد تضمنت كون شعره يتميز بالاهتمام بقضايا الإنسان في مواجهة الواقع وقضايا الإبداع في مواجهة المكرس والثابت. وأضافت تميزت لغته بالجدة والحيوية والقدرة علي استغلال إيحاءات الألفاظ والعبارات بما يخدم غرضه الشعري وان كانت لغته لم تسلم من الغموض وذلك يعود الى اتكائه بصورة خاصة علي معطيات الحدس والحلم وعوالم الباطن في تشكيل التجربة الشعرية.. .
وقالت اللجنة أنها قررت منح جائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية للدكتور عبد الوهاب المسيري من مصر لكونه مفكرا موسوعيا ومفكرا عربيا رومانتيكيا والرومنتيكية عنده رؤية لقدرة الإنسان علي تجاوز الواقع وتميز الفكر الإنساني بالقدرة علي التوليد والتحليق والاستشراق.. .
وأشارت اللجنة الى ان منح الأديب محسن جاسم الموسوي من العراق جائزة الدراسات الأدبية والنقد جاء لمعايير عدة منها الجودة في نتاجه الى جانب الكم والمنهج النقدي الدقيق ومواضيع النقد التي يختارها والرصد الذي امتاز به في كتاباتها.. .
وقالت لقد جمعت دراسات الموسوي بين النظرية والتطبيق وبين التراث والحداثة وبين الاستشراق والاستغراب الى جانب مغايرتها للكم الهائل الذي تقدم به للنقاد .. . (رويترز)
|