صحافة
جائزة سلطان العويس

الناهض بأعباء الكلمات...تهنئة

خالد البدور
(الامارات)

(لماذا ينبغي دائما أن نموت قليلا,
لكي ننتمي للهواء,
لماذا يؤجل يومنا للقصي من الذكريات,
لكي ينتهي ليلنا في السماء)

هذا ما يقوله قلم قاسم حداد, الذي أعلن فوزه بجائزة سلطان العويس للشعر هذا العام, والذي شاء أن يذهب نحو الجهة الصعبة من عالم الكتابة منذ أولى مجموعاته (البشارة) عام 1970, وحتى (علاج المسافة) 2000 , وأن يبقى صوتاً يعمق الحوار الشعري والثقافي, وينتصر لمبادئ الحرية والاختلاف في مقابل ما يسود عالمنا من تسطيح تهميش لدور الكتاب والمثقفين الحقيقيين.

لربما لن نجد اسماً بين أسماء كتاب منطقة الخليج, كقاسم, ممن كرس سنوات حياته لمغامرة الكتابة الشعرية, واجتراح الأسئلة التي يتبناها الشاعر أمام عالم لا يفضل الكشف عن الخفي والمسكوت عنه وهو الحقيقي الذي ينمو في أعماق الواقع. هو بلا شك يأتي في مقدمة رواد القصيدة الحديثة الذين فتحوا الباب لرياح التجديد والبحث في عالم الشعر في هذا الجزء من العالم. وفي الوقت الذي التزمت مؤسسات ثقافية وصحافية كثيرة في الخليج الصمت والتجاهل لصوت التجديد وتهميش الكتابة المختلفة بقي حداد في المواجهة الدائمة, دون أن تقوى الاغراءات والضغوط, على ثنيه عن أفكاره ومبادئه.
عندما بدأ مع زملاء له تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين, كانت هذه المنطقة تفتقد لكل أشكال التجمعات الأدبية والثقافية. هكذا سيشكل نشاط هذه الأسرة دافعاً لظهور تجمعات أدبية أخرى مستلهمة تلك التجربة الطليعية ذات التوجه المنتمي للإبداع المستقل المبني على تعدد الأفكار والتوجهات في الكتابة, خارج عباءة المؤسسات الرسمية التي كرست دوما للشكل الواحد والصوت الواحد الذي يرفض التعدد والاختلاف.

بعد أكثر من 15 مجموعة شعرية وعشرات الدراسات والكتابات والمشاركات في الندوات والأمسيات, مازال قاسم حداد يذهب بكتاباته نحو الشواطئ الأجمل للكتابة, ويذكرنا أنه بدأ الخروج نحو الآفاق بدافع أن يبقى الشعر قنديلنا في ليل الواقع, وأن تنير الكلمة الحرة دروبنا الشائكة, عندما تتهاوى الأيديولوجيات والشعارات ولا يبقى سوى الإنسان القابض أحلامه.

شاعرنا من أوائل الكتاب العرب ممن آمن بأهمية دخول الشعر إلى شبكة الإنترنت وأنشأ موقعا خاصا به يقدم تجربته, بالإضافة إلى إشرافه على أشهر موقع عربي عن الشعر على الشبكة وهو (جهة الشعر) والذي أصبح مرجعاً هاما للبحث لدي العديد من الباحثين في عالم الشعر العربي وأصواته الجديدة, ويزوره الآلاف يوميا من الوطن العربي والعالم.

قاسم حداد...هنيئا لنا به, وهذه كلماته ترن في آخر كتبه قائلة:
(كابرتُ كي تنهض الكلمات بأعبائها,
نالني بالتآويل سحرٌ وشعوذةٌ,
وانثنى في دمي مستحيل السماء).

مجلة (الصدي) الامارات

السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى