صحافة
جائزة سلطان العويس

المسيري ألقي كلمة نيابة عنهم أشار فيها إلي الحاجة لثقافة مقاومة:
مؤسسة العويس توزع جوائزها للفائزين بدورتها السابعة

احتفت مؤسسة سلطان بن علي العويس بتوزيع جائزة العويس الثقافية للفائزين بها في دورتها السابعة، وهم : البحريني قاسم حداد في الشعر والسوري زكريا تامر والمصري محمد البساطي مناصفة في القصة والرواية والمسرحية والعراقي الناقد محسن جاسم الموسوي في الدراسات الأدبية والنقد والمصري الباحث عبد الوهاب المسيري في الدراسات الإنسانية والمستقبلية. بالإضافة إلي مجلة العربي الكويتية التي نالت جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي.

وجاء ذلك في الاحتفال الذي أقامته المؤسسة في هذه المناسبة، وبدأ بكلمة رئيس مجلس أمناء المؤسسة عبد الغفار حسين، قال فيها أن فكرة الجائزة كانت قد راودت قبل ستة عشر عاما أو نحو ذلك مجموعة من أعضاء مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وكان المال هو العقبة الكبرى في سبيل تنفيذها. ولما عرض المشروع علي بعض ذوي اليسار، لم يعره أحد اهتماما رغم فضول الأموال المكدسة، غير الراحل سلطان بن علي العويس، الذي كان للأدب والثقافة موضع كبير في قلبه، ويأخذان حيزا واسعا في تفكيره ووجدانه. ورصد لها ريعا من المال، حتى تحقق لها أن تكون مشروعا حضاريا عربيا جميلا.

وشدد عبد الغفار حسين علي تأكيد حيادية القائمين علي الجائزة، وقال أن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية تتمسك بهذا الأمر. حيث النظر بتقييم محايد إلي العمل، إلي الإبداع، وليس إلي ما يبطنه المبدع من عقائد ومعتقدات، حسب تعبيره. مشيرا إلي أن الجائزة حدث وأن حصل عليها بعض ممن وقفوا موقفا غير ودي، من آمال أهل الخليج وتطلعاتهم إلي الحياة الكريمة، أثناء الاعتداء علي الكويت. وقال عبد الغفار حسين أن هذه المواقف التي آلمت الخليجيين وجعلتهم يعيدون حساباتهم في كثير من أمورهم، لم تثن أحدا في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عن الإصرار علي الحيادية التي هي سمة هذه الجائزة وميزتها.

آل العويس والمسيري

وفي كلمته بالنيابة عن آل مؤسس الجائزة قال شقيق سلطان العويس رجل العمال حميد بن علي العويس أن ذكري الراحل الذي غاب قبل نحو سنتين ما زال يرددها الجميع، لأنه حي فيما تركه من فكر وتراث ومحبة. وأصبح مشعلا ورمزا للنبل والعطاء، وأضاف ندرك أن أحدا منا لا يمكن أن يكون مثله أو أن يقوم بدوره، لكننا نحاول أن نتلمس الطريق، وأن نكون علي الأقل ظله، وحملة فكره، وأوفياء له ولوعوده .
وأفاد حميد بن علي العويس أن مبني مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أوشك أن ينتهي العمل به، وأن من المؤمل أن يتم الاحتفال في الدورة المقبلة تحت قبته وعلي مسرحه. موضحا أن الراحل حرص علي أن يستوعب هذا المبني كل متطلبات النشاط الثقافي، وأن يكون استثماريا يدعم ويعزز رأسمال المؤسسة، لأنه أدرك ومنذ البداية أن الثقافة والعلم لن ينجحا ولن يحققا خططهما، ولن يؤديا دورهما في خدمة البشرية من دون دعم مالي، وأن المال لا قيمة له إذا لم يوظف لخدمة العلم والثقافة وبناء الإنسان.
ونيابة عن الفائزين بجوائز العويس في دورتها السابعة ألقي الباحث عبد الوهاب المسيري كلمة أثني فيها علي الدور الريادي الذي تضطلع به مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بتكريم العلم والعلماء. وقال أن هذه المؤسسة نجحت في أن تحتل مكانة مرموقة بين عدد من المؤسسات الثقافية الأخرى. وأن جائزة العويس إماراتية، لكنها تمنح لكل المبدعين العرب بغض لنظر عن انتمائهم القطري، وهي بذلك تعبر عن أسمي الطموحات أن نري هذا الجزء من العالم وقد توحد بشكل ما. وخصوصا في عصر التجمعات الاقتصادية والسياسية العربية.
وتطرق المسيري إلي النضال العنيد الذي يواجه به الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي في انتفاضته الراهنة، وقال أن كل فعل مقاوم يحتاج إلي ثقافة مقاومة، وهنا يأتي دور مثقفينا، ففي لهيب صبرهم تذوب أوهام الاستسلام والخنوع، وكما يهدي الشهيد أمته لحظة سمو علي الواقع بماديته الفظة يرسم المثقفون المقاومون بكلماتهم لأمتهم ملامح عالم أفضل ومستقبل أجمل.

بيان الأمناء ومسوغات الفوز

وجاء في بيان مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في تعليل فوز مجلة العربي بجائزة الإنتاج الثقافي والعلمي من بين 43 مرشحا ينتسبون إلي حقول علمية وفكرية وأدبية أنه أتي تتويجا وتكريما لمسيرة هذه المجلة التي امتدت قرابة نصف قرن من العطاء المثمر والمؤثر في الإنسان العربي علي اختلاف مستوياته. وعلي عملها الدؤوب علي تكريس منهج التفكير
العقلاني والعلمي في الثقافة العربية المعاصرة. وأنها منذ تأسيسها في كانون الاول (ديسمبر) 1958، وهي تسهم في دفع الحلم القويم للتحقيق عبر ما تنشره من موضوعات في الثقافة العربية بفروعها المتعددة الأدبية والفنية. ومساهمتها في معالجة إشكاليات المجتمعات العربية، الاقتصادي منها، والاجتماعي، والعلمي، وفي تعريف القارئ العربي بوطنه من خلال الاستطلاعات التي نقلتها عن كل أجزاء الوطن العربي الشامل وحضارته وماضيه وتاريخه.
وقال البيان أن مجلس الأمناء يري أن العديد من المرشحين لنيل جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي في حقول المعرفة يستحقون الفوز بها، إلا أن المجلس ارتأى أن تمنح هذه المرة لمؤسسة، وكانت مجلة العربي في الصدارة بين هذه المؤسسات المرشحة، لما تمثله من ريادة علمية وثقافية متميزة، وما لعبته من دور مهم في العمل الثقافي والإعلامي تحتاج إليه أمتنا العربية.
وشمل بيان مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية التقرير النهائي للجنة التحكيم في هذه الدورة، والذي يوضح الاعتبارات التي جعلتها تمنح الجائزة للأسماء الفائزة. وأوضح أن جائزة الشعر منحت للشاعر قاسم حداد، لتميز شعره بالجدة والابتكار والتنوع في الأشكال والمضامين والرؤى والأفكار التي تعكس خصوصية تفرده في رؤيته الشعرية، ولاتصاف لغته بالجدة والحيوية البالغة.
وقال التقرير أن شعر قاسم حداد يمثل أنموذجا للإبداع الجديد الذي بدأ يتشكل في منطقة الخليج العربي في الربع الأخير من القرن العشرين، داعيا إلي تكريس رؤية جديدة تتعامل مع الحياة بصورة إنسانية عصرية. كما أنه لا جدال في أن تجربة قاسم حداد الشعرية الثرية بتقنياتها الفنية تركت أثرا كبيرا في حركة الشعر العربي المعاصر، نراه ماثلا في التجارب الشعرية الجديدة لعدد كبير من شعراء منطقة الخليج العربي بخاصة، والوطن العربي بعامة.
وعن زكريا تامر، ذكر التقرير أنه من أهم كناب القصة العربية الذين تتصف أعمالهم بالخوض في نقد اجتماعي وسياسي مضمر أحيانا وجلي في أحيان أخري. بحيث يبدو عبر السخرية المرة والهجاء العنيف من دون إهمال للأسلوب الذي لا يفتعل التفاصح، لكنه لا يخل بواجب البهاء والأناقة استحداثا لحال شعرية عالية.
وجاء في التقرير أيضا أن العادي المألوف في الحياة اليومية يتحول عند زكريا تامر بسحر الفن إلي الاستثنائي الخارق عبر نوع من المزج الدال بين استيهامات الطفولة وهموم الكائن الاجتماعي الأعزل.
وعن محمد البساطي، فقد جاء في التقرير أن أعماله تتصف بالاقتضاب البليغ الدال سردا وأسلوبا ومعني، ويتوق إلي استحداث أفق شعري رائق يعمد إلي التجربة الاجتماعية والنفسية والسياسية، فيلقي النور علي الجوهري فيها، محتفظا بما هو إنساني عام، لعرضه ضمن بنية تخيلية تمتاز بالشاعرية. وأن البساطي تمكن من أن يخط لنفسه أسلوبا يحمل بصمته، وظل يطوره بالغا به أوج النضج الفني الذي يسر له العكوف علي المشاهد الغنية بإنسانيتها وعرضها بتكثيف وشاعرية.
أما منح الدكتور محسن جاسم الموسوي جائزة النقد والدراسات الأدبية، فأوضح التقرير أن ذلك جاء تقديرا لدراساته، إذ تؤكد وعيه وتوظيفه للموروث الثقافي فنا وفلسفة، وتوفره علي أدوات ثقافية عربية واستكماله للرؤية النقدية نظرا وتطبيقا. كما أن بحوثه ومساهماته ومصنفاته العلمية في الندوات والمؤتمرات جعلته صوتا عربيا مسموعا في الشرق والغرب وصاحب مشروع نقدي علي المستوي العالمي بثقافة عربية إنسانية تحقق المشاركة الفعلية للعرب والمسلمين في إغناء الفكر والفن والقصص عبر القرون السابقة، بوصفهم مؤثرين ومتأثرين بالغير، من دون الوقوع تحت مظلة التبعية والمحاكاة، فكان بذلك ذا جهد أدبي ناضج ورؤية نقدية متكاملة وتوجه فكري عالمي.
وأوضح تقرير لجان التحكيم أن منح الدكتور عبد الوهاب المسيري جائزة العويس في الدراسات الإنسانية والمستقبلية، لتميزه بغزارة في الإنتاج العلمي والفكري، واتصاف إنتاجه المعرفي بالموسوعية والصرامة المنهجية والدقة العلمية، وأنه رغم تخصصه في الأدب المقارن فإن كتاباته تتعدي تخصصه العلمي الدقيق، لتدخل في المجالات الفكرية والثقافية التي انشغلت بها الساحة الفكرية العربية خلال ربع القرن الماضي.
كما أن المسيري أسس من خلال مسيرته الفكرية والعلمية التي قاربت الثلاثة عقود من الزمان مدرسة فكرية جديدة في دراسة الصهيونية والاستيطان اليهودي والعلمانية والحداثة الغربية، كما اتصفت رؤيته للغرب بأنها نظرة لا تدعو إلي رفض الغرب والعودة إلي الوراء، وإنما تدعو إلي خطاب تجديدي إنساني فوق أرضية الحضارة العربية الإسلامية يحاور الآخر ويتفاعل معه ويغنيه

موقع (بلاغ كوم) الألكتروني
http://www.balagh.com/index.html

السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى