قاسم حداد.. هذا المتوحد مع الشعر والكتابة، منذ بدأت أنا تعلم الحروف.. وهو بالمناسبة الذي لقنني درساً في الكتابة. ماذا يمكن أن أقول في شخص خص الكتابة كل كيانه؟!
التمرد على السائد، وخلق مناخ وعالم مختلف في كل عمل جديد له، هو ما ميز قاسم حداد، ليس على المستوى المحلي، بل العربي والعالمي.. لا تعيقه كل القوانين عن تحقيق حلم الكتابة المتوثبة لخلق وابتكار المختلف دائماً. الانطلاق إلى فضاءات رحبة وشحذ قلمه وتسليحه بحرية غير اعتيادية.. هو الذي ميز قاسم حداد.
الحلم.. وبالأخص الحلم بتقديم المختلف والفاعل، هو ما يجعل قاسم قادر على تجاوز كل شيء.. حتى تجاوز كتاباته السابقة.. فتفاعلات إبداع قاسم حداد مع مختلف الإبداعات، من تشكيل وموسيقى، ومسرح، كان خلقاً إبداعياً متجاوزاً في حد ذاته.
حسن حداد
دعوني أشرح شهادتي
حينما تسافر وتشاهد حفاوة تلك البلاد بما حفرته سمرة الخليج في ذاكرة القصيدة العربية الحديثة، وسواء شاهدتها عبر حفاوة المنتديات الأدبية أو الأفراد، أو الصحافة والإعلام، ثم تباغت بسؤال حول حتمية وبداهة منزلة الشاعر لدينا تصاب بتعرق خفيف بعض الشيء، لكنه بالتأكيد يشي بشعور غير محبب.
هذا بالفعل ما أحسسته في تجربة السفر القليلة، قاسم حداد صوت مميز في حركة القصيدة العربية الحديثة وآهة خليجية حملت القلق الوجودي لإنسان هذه المنطقة، عبرت به إلى الفضاءات العربية الأخرى، وقد نجح قاسم عبر إبداعاته المتواصلة الشعرية منها والنثرية، التي يواصلها بنشاط شبابي يحسد عليه عبر جرأة في الدخول إلى مختلف عوالم وفضاءات الإبداع التي جاورت إبداعه الشعري؛ وبالرغم من ذلك لم تدخل كتبنا المدرسية ولا عقول طلابنا بداية حكاية الشاعر قاسم حداد، بل وحتى الإعلام فهو أقصر بكثير من التجربة ذاتها.
أكانت الجائزة ضرورية للصحوة؟
ربما نعم، نحن بحاجة ملحة إلى تقدير رواد الحركة الثقافية في البحرين لا بالجوائز فقط بل بمنحهم الحق في التجلي في الوسط المعرفي لهذا المجتمع، آن لنا أن نثق بشعرنا وثقافتنا الحديثة ونبسطها أشدّ البسط في مختلف حقول المعرفة والثقافة.
إن هذه الجائزة بقدر ما تتوج تقديرنا وحبنا لشعر قاسم وأدبه بقدر ما تطوقنا باحتياجات معرفية ملحة حول تجربة قاسم، وتجارب إبداعية أخرى شكلت حقول الحداثة في الشعر والقصة والنقد والمسرح. |