لو يسطع الرعب في راحتي و يمشي .
دوار يخض حنين الشهادة والبدء
مازلت في أول الموت
هذا تراب النبيين في ساعدي
سرير الطفولة يهتز
لكنه لا ينام.
وطن واحد. حولوني إلى قبعات وكوفية
إلى خوذة يغادرها كل يوم شهيد
وأدخل
سيدة الليل لا تفتحي نهدك الآن
سيدتي في مدار الفصول التي عذبت قيدها
اغلقي فجوة الصيف
لو يسطع الرعب
سيدتي
كل موت يشيل الغبار عن الأرض
والأرض محمولة في جبيني
هل أستعير اللغات المريضة كي أوضح الهمس.
لقد أرهقتني المحطات والحرب واقفة وحدها
أرهقتني المحطات والرعب واعدني في المساء
هنا المحطات مرهقة . غادرتني الغصون وأخبارها
واستل نوم العصور انحداراته واصطفاني على النعش
منذ احتلمنا على الأرض ما فارقتنا القبور
قبور تحكم أطرافها في الحياة
قبور تمد الجسور إلى الحلم
والقبر قاطرتي
والجيوش التي يهزم الجوع أحلامها الشائكة
أنا الوطن العربي الذي كان أغنية في الرماد
الذي صيرته الرياح احتضاراً توقعه اللغة الضاحكة
بخار يحوله الصمت أرجوحة للكلام
ودهراً من الدم يمتد في سور هذي الخريطة :
أفريقيا لهب مستثار
ونار الغصون التي تكتب الشعر مثل الهواء
أفريقيا
لماذا الكلام
يمتد نهراً من الدم . هذي الخريطة :
في كل أرض لي الآن عاصمة للخجل ، وعاصمة للبكاء
هو النيل دمع وماء الفرات دم واشتهاء
وتاريخ يافا المجفف يترك قاعات حظر التحول
من مومياء ، إلى أنبياء
لماذا البكاء
يمتد نهراً من الدم ، هذى الخريطة :
خليج من النوم والعاصفة
استداروا يغطون أطرافها بالعباءات
يستفردون بها نقطة نقطة .
حلم جامح يكسر الوقت ، والمجلس الآن منعقد
حلم يتحول من أول العمر حتى احتضار القتيل
والشرطة الآن منذورة كي تضبط الوقت فوق المعاصم
حلم تهجيته
ح ل م
في طرف الحلم قبر :
لقد كان سلطان نجمة صبح فصار في طرف الحلم قبراً
: إذا مر لغم على بابكم في المساء وغنى ، فهذا محمد في طرف القبر .
حلم : أنا الطرف الثالث للحلم. ماء يسير ويختصر الموت والمهرجان.
سأفصل مابين عصر الوقوف وبيني
لي الآن حرية في الرحيل
لغاتي ذائبة وحدها في الهواء
إذا شئت أدخل من فجوة الليل أو أستقيل
حوانيت توزع مرض الحزن والنوم. ومصحات بحجم السأم المرابط تنشر سلالة
الشرطي والصلاة والشفق واحتقان الأمل في الوريد . وتحتل الغفلة جيلاً
بلا أسئلة.
أنا خندق عمقته السؤالات والشك أن الطفولة ماء
وأن النخيل طريق إلى الماء .
وطن ! ؟
هذا انتظار مجرم
هل يخرج التمثال من أحجاره السوداء. هذا وطن
قولوا
لماذا ؟
كيف ؟
من أين ؟
إلى أين ؟
رجوع نحو كهف الله . من يأخذكم للتيه
هذي جثث تجلس فوق الحكم
والتاريخ في زنزانة البنك
وفي صمت الملايين التي تركع باسم الثورة الراقصة الآن على الحبل
وأخبار الملوك
تخرجون الآن من أكفانكم
حجر النوم إله. وتغنون لعيد القتل
تبكون تصلون من الهجرة حتى حرب تشرين التي حولها
الناطق باسم الخلفاء متحفاً
وقبيل الموت تنثالون كالرمل
هنا مستنقع الرغبة في زيف الفتوحات التي تصقل أبواب السجون.
شهي زهوك الطازج الرائق الآن ، مفتوحة النهد لا يحمل السيف دون انفجار
الوقيعة ما بين أحداقك المستحيلات أشجار صحو وبين البكاء
شهي ،
والورد يبدأ عند الصباح بقامته الفارعة
والشمس مرتاحة
عكازها النخل ، والماء يسأل :
هل أدخل الآن جرح السماء
وأخرج من فتق كل السلاطين ؟
الماء يسأل الماء.
لو يسطع الرعب في راحتي ويمشي
ليعرف ماء السؤال احتمالاته الساهرة
ليرحل في وردة الليل سهواً . ونسمع في نشرة الطقس
عرس الأقاليم كي لا يموت الجياع على كاهلي
فيخضر قاع السماء
وتمشي الفصول إلى الماء حاملة قيدها
لو الرعب شكل يحدده الوقت
لو الرعب وقت له شكل خارطة
لاستحالت نوافذها شرفة للقاء
أنا الوطن العربي الذي جرحته الحروب الحكومية الختم
مازالت الأرض مفطورة بالسكوت
ومازال في خدها الوشم لغزاً يسمونه القدس
عرساً يسمونه كربلاء .
وطن
هذا اختمار شجر عاشره الدم
سباقات إلى الذبح تسمى فرحاً
والشعب في نهد بلا قاع
ولا رائحة الراحة تجتاح غصون الأرض
والأرض غبار .
جسد ،
تعب الماضي يغطي نفق الحلم ولا ندخل في الحرف
سوى لهث يموت
وطن . شاهدة القبر أنا
من هنا قتل وموت سيد يأتي وباب يغلق الأرض
على سكانها
من هنا شجر يأخذ شكل الجثث المصقولة الأطراف
والنوم الذي يشبه قتل الأنبياء
جسد مهترئ تزرق جدران المسافات بلا أذن
ويبقى عفناً للذكريات
ونفاق القبلات المستريبة
وعلامات من اللون الرمادي المقوى
بين رمز الجسد الأول للحلم وبين الشعراء
افتحي نهدك يا سيدتي للماء كي تغتسلي
ويظل الكون مزهواً لأن الكلمات
حولتها الثورة المفتعلة
كفناً للأسئلة .
الماء السري الذي يشبه البرق لا يمر من البرلمان ولا تكتبه السماء
الماء : هو بحر من هناك نهر من هنا وخليج يأخذ شكل الوقت .
يا وردة الليل يا لونها المستباح
يغطون أحداقك العاشقات برمز من الطين
يسمونك الحلم
والليل دهر قصير يغير عنوانه في الصباح
يا وردة الليل
غيرت كل اتجاهات هذي الحروف
تعالي من الطرف البكر
كل الدروب القديمة ملغومة
لي وحدي حرية في الرحيل إلى مدن الماء
والسر في جسد بارد
هل تسألون القتيل عن الرمز ؟
وحدي
تعالي شتاء له شهوة العرس . هذي الحديقة جبانة
والقصائد نعش وكل الشهود يقولون
أن الجريمة واضحة كالدخان
وأنت هنا وردة الليل متهم صدرك المستهام
ومزدانة بالرؤوس الفدائية أكتافهم
والقضاة يحنون أطرافهم بالدماء
قطرة قطرة
انه الدم العربي انبجاس من الوهم
يركض
يرسم
يلبس ثوب الحضور ويدخل نار الغرابة
ما بين عنق الكتابة والسأم
ليس أمام القتيل سوى الموت
يخرج من هذا التفسخ جسد
يبدأ في التفسخ .
الوطن يتكئ على الشهداء
يفتح باب ويغلق .
تطل نافذة وتسقط
لا أحد يدخل لا أحد يخرج
فتبدأ الرائحة .
دم عربي على ضوئه يدخل العسكر البيت يستدفئون
وطن عبد
والحرب مرهونة باللغات التي صقلتها الطفولة
جبانة كل درب تقود إلى حلمنا الأبدي
ساعة الحائط الآن تجهل وقت انتصاراتنا
لا يدخل الحرب إلا شريد
ويخرج في خوذة فارغة
ولا تعرف الساعة موعدنا الدموي
انه ضائع بين حبر المراسيم والصرخة الغارقة
دم عربي
أيسطع رعب على راحتي ويمشي
دواراً تموتون في رعشة الحلم
هذا سرير الطفولة يهتز لكنه لا ينام
فيا سيد الموت يا وردة الليل يا كل احتضاراتنا
لي الآن حرية في الرحيل
ولي لغة استقيها من الماء أبكي على صدرها
أرهقتني محطات أشعاركم
وحيد على زنبق الماء وقت يسمى
ق ا س م
قوس إلى سحر أمجادكم
افتحي نهدك
إنني أول الماء
موتي نبي يغادر قرآنه
ثم يغلق باب السماء
افتحي نهدك
أول الماء والماء يسأل
أغسطس 1974
|