أحلام الفارس
و لقد ذكرتك،
آه من جرح يطيب و من جراح لا تداويها الحروب
و أنت جرحي
قالوا : استرح من عشقك الدامي ، فقلت : و كيف تسترح القلوب
و ذكرتك ، ليس الموت يقتلني ، و لكن عذبوا قلبي بجرح
عذبـــوني
فاخترعت الحلم ، كنت في دمي
فلقد رأيتك و الرماح حديقة أزهو بها
و القيد برق طالع في معصمي
كنت تسمين السجون إجازة و الموت نزهـة
كنت تقولين : ارفعوا الرايات قد تأتي خيول الليل فجأة
و لمحت ضحكتك الخجول
كانت حوافرهم على جسدي تجول
كنت تحسنين الكر و الفرَّ بذاكرتي
فلقد رأيتك تمسحين الجرح من صدري فتخشاك الرماح
قالوا : نزفت
فقلت : ليس الدم من جسدي و لكن الصباح
يبكي على وقت الوصول
كنت تقولين و كانوا يسمعون
لم يكن بيني و بينك غير قبلة
نحتسي عشقا معا
نلهو معا
نبني قصورا ثم نهدمها ، و نبني الكون ثانية على قلبين
أذكر
كانت الأحزان عاصمة البلاد ، و كنت تبتسمين
بيني و بينك غابة الطعنات و القانون القاضي
و لقد تعلمت القتال على يديك
فلن تمر الخيل إلا فوق أنقاضي
أيا امرأة تخيط ملابس الأطفال ، تفتح نافذة و شرفة
و تراقص الشهداء في ولــه
ذكرتك عندما صارت سيوفهم بنادق مستخفّة
ترتاح في ظهري ، و تأخذني إلى الحمام
تقدم لي الغداء
و شاي بعد الظهر
توقفني و تجلسني
و لكن آه
ليس الموت يقتلني
فلقد رأيتك مرة في الحلم
تنشرين حولي غيمة ، فأصير أشجارا و أنمـو
أمشي إليك ،
و كل من يمشي إلى عينيك يسمـو .
سجن معسكر سافرة - البحرين فبراير 1977
|