زهرة الوقت
في زهرة الوقت أوقفني غفلة و اصطفاني
تخطى بي المعجزات الأليفة
و أعطى حروفي لحنا لكل الأغاني
أدخلني في الرموز و قال لي :
( امسح عن ضوء عينيك كل المعاني )
و أجلسني في المدى اللؤلؤي البياض
كجوهرة في قطيفة
و ألبسني دهشة حين قال لي : ( اقرأ )
تداخلت في خجلي و اضطربت
فوشحني بالرؤى ساعة
و استعار العصافير كي تستفيق بقلبي
و قال لي : ( اقرأ )
فنزت عروقي صهدا خجولا
فقد كنت طفلا
و كان على قلبي عجولا
فأدخلني بغتة في السؤآل
فاحمر ورد بقلبي
و اخضر ثوبي
و ما كنت إلا انتقالا جميلا من اللون
أين حـدود الخيال؟
تأمل في حزن صمتي ، و استل برقا و قال:
( اقرأ الآن باسم الوطن )
و باسم القلوب المذابة عشقا
و باسم الشجن
بحزن الدهور المرابط في أفق عينيك اقرأ
بوهج العذاب الذي يصهل الآن في نبض زنديك اقرأ
بشوق العذارى الخجولات بالحب اقرأ
بوجد الغريب المشرد في كل أرض
و بالوقت يمضي
و اقرأ باسم ازدهار الطفولة
و باسم الأماني العجولة اقرأ .
قرأت
و كان السطوع الندائي يقرأني
فقرأت
وجدت الإشارات في أول الخلق
لكن في البدء كان القلق
و ذبت
كما حلمة الحلم ذبت
فمن أين أبدأ
ما كنت أعرف أين حدودي
و أين حدود الشفق
ففي دهشتي قد اختلط الصهد بالبرد
فقد كان صوت يحاورني
لا أراه و لكنه ذائب كالألق
و في زهرة الوقت رافقني نزهة في المعاني
تخطى بي المعجزات الأليفة
حولني الحب رائحة حرة في الحروف النحيفة
صحوت فلما رآني تلاشى
و لاشيت حزني في زهرة الوقت
ودعني و اصطفـاني .*
سجن جو - البحرين 17/3/1979
|