راحة العصفور
لكم في غيكم أسباب
و لي غيّ ..
و لكن ليس لي سبب
كطير هزه الطرب
كرائحة الزهور مشت على قدمين في زهو
كمائدة
كماء فوقه لهب
أليس لجمرة الكلمات أن تمتد في موج
أليس لموجها صخب
تعبت و راحتي تعب
و ما صمتي سوى وهج
جمال الصمت يصطخب
محوت جميع أيامي
و صغت جميع أيامي
كما لم تعرف الكتب
و جئت و ليس في شفتي
سوى حرفين مرتعشين
سوف أقول ..
لكن يغمض الأدب
حروفي طفلة شهقت
و كأس فاض لؤلؤها على العشاق .. إن شربوا
مشاكسة
و فيها طيبة التفاح فيها يرقص العنب
و لينة
كما قد يضحك الغضب
فواضحة و غامضة
و حاضرة و غائبة
و تغوي الحلم في حلم
و ليس لغيها سبب .
لتقتربوا
فيا عجبي من القلب الذي قد صاغه العجب
لتقتربوا
فسوف أحدث الباكين عن دمع سيزهو في دموع الحر
إن سكبوا
و سوف أقول للآتين إن الأرض سوف تدور
إن جدوا و إن تعبوا
فكونوا كالذين أتوا
و ظلوا مثل ما القلب في قلبي .. و إن ذهبوا
فلست السيف حتى تبدأ الحرب
و لست الدفّ حتى يبدأ اللعب
و لكني هنا حرفان ..
أدعو ... تمطر السحب
و لست بأول الماشين في حلم
فان الصف يصطخب
جهات كلها سبب
هنا جهة ... و لا سبب
فتحت القلب كالصحراء
و الخيل التي صهلت على قلبي ..
سيوف .. إنما كذب
و صار حديقة، قلبي لها باب .. و لكن بابها الذهب
فجاء لوردها العشاق و الأصحاب
فاحتفلت بهم كرمي .. نبيذا كلما شربوا
و كانت نحلة القلبين تسقي .. كلما نخبوا
مشى العشاق في قلبي على مهل
و شالوا من هداياه ..
و بعض البعض قد نهبوا
فصار الكون متسعا
و طاب لقلبي السلب
ستشرق شمس أحبابي على قلبي إذا غربوا
كنافذة على كل الرياح
و عطري واهب يهب
أصادق في جراح الناس آلامي
و لي ألم يغطي كل أيامي و ينتحب
أغامر ، ليس لي حـد
و مني يتعب التعب
أوزع كل آلامي مع الكلمات
أستعصي .. أكاد .. أكاد
لكن تقفز الشهب
كأن الحب أسرار
فان لم تعرفوا المفتاح لا تبكوا على بابي
فلي قلب يؤجج قلبه التعب .
تعبت و راحتي تعب
لقد قاتلت ، كالعصفور ، في حرب
جميع حرابها انكسرت
و كل رجالها هربوا
و ليس القتل من طبعي
و لكن يغلب الغضب
و كيف أخاطب الصحراء في لغة
و ليس هناك ألسنة
و لا شوق و لا طرب
فكل عرائس الصحراء ضامئة
و كل شرابها سغب
أناديها إلى الواحات لكن أذنها طين
أنادي نحوها الواحات .. تضطرب
لها أسبابها في الموت ، و ليس لمقتلي سبب
غريب يرتدي دمه
و يبحر نحو أصل الريح ..
يا لفارس العجب
صحاراه محاصرة
و كل موانئ الشطآن غارق
و كل دروبه وحش
و لكن حلمه الشهب
جنون يلبس الكلمات .. لا عذر
أللعذراء من عذر إذا أغتصبت ؟
فان الحب يغتصب
و أعرف ..
إن للأشياء أسباب
و كن - فوق هذا الشعر ، عذرا -
ليس لي سبب . *
سجن معسكر سافرة - البحرين -1978 |