الوحيد وحده
يذهب إلى الباب يفتحه لا يرى أحداً. يعود، يتناول الجريدة ويواصل القراءة. وبعد دقائق يرمي بالجريدة ويتوجه إلى الباب، يفتحه، ينظر في الخارج، لم يكن هناك أحد. يغلق الباب ويعود إلى جريدته. وبعد دقائق يكرر العمل نفسه. تضطرب الزوجة، فتسأله عن الأمر. يجيبها بأنه كلما ذهب ليرى من في الباب لا يجد أحداً، إنه أمر غريب حقاً. فتخبره الزوجة:
"ولكن أحداً لم يطرق الباب"،
فيجيبها: "هذا هو الغريب، فعندما أفتح الباب لا يكون هناك أحد. إن أحداً لم يطرق الباب"،
فتسأله الزوجة: "لماذا إذاً تذهب إلى الباب وتفتحه وتنظر إلى الخارج؟"، فيقول لها: "لا أعرف، ربما يكون أحدهم قد طرق الباب دون أن نسمعه، فمن غير اللائق أن يأتي شخصٌ لا نتوقعه ويطرق الباب ولا نسمعه فلا نذهب لفتح الباب له، لابد من احترازنا".
يكمل جملته الأخيرة، وينهض متوجهاً ناحية الباب. يفتحه وينظر إلى الخارج فلا يرى أحداً. يغلق الباب ويعود إلى جريدته. والزوجة تتأمله في ذهول ويداها مشغولتان بخيوط الصوف والإبرتين الطويلتين. وبعد برهة تبدو الزوجة كما لو أنها تكتشف الباب لأول مرة، تتأمله قليلاً، ثم تضع الإبرتين وخيوط الصوف جانباً، وتنهض متوجهة ناحية الباب، تفتحه وتنظر إلى الخارج فلا ترى أحداً، تدخل وتغلق الباب وتعود إلى صوفها والإبرتين الطويلتين، تواصل العمل، فيما ترمق الباب بخفر واحتراز.
|