غبطة الملاك
( 1 )
لا أذكر حالة محددة تتكرر في كل مرة. أذكر فقط ذلك الإعتلال الجسدي حد الانتشاء الروحي والمرض والتوهج الذهني وما يضاهي اللذة في آن واحد. حتى أنني أشعر أحياناً أن ثمة انفصالاً بيني وبين جسدي، أو أن الأتون الجميل الذي يشتعل ويتأجج داخلي يرهق الأعضاء، ويجعلها عرضة للرماد، مثلما يحرق اللهب هيكل الموقد.
( 2 )
يجوز أن نعتقد بغبطة الملاك آن يفتح آنية (جسد) الشاعر أمام النيازك المنثالة من مجرة الكتابة. ليس في الأمر مبالغة ما، إنه سحر الأعماق. ولنا أن نتخيل جسداً ضعيفاً تحت وطأة كل هذه النيازك. سيكون المرض أرحم الحالات التي تصيب الشاعر. ويجوز لنا أن نقيس عذوبة النص التي نطالها، بعذاب التجربة التي أصابت الشاعر بفعل الجحيم الحميم. يجوز لنا أن نقرأه. ويجوز أن نعتقد بغبطة الملاك.. ونغبطه على ذلك.
|